يعتبر مسجد الجن من المساجد التاريخية الذي يحرص على زيارتها عدد من زوار بيت الله الحرام ومعتمريه للصلاة فيه، فهو يقع بجوار مقبرة المعلاة، أو بين شارع المعلاة في حي الغزة. وهو من المساجد الذي لا زال شامخا رغم التطورات التي تشهدها المنطقة المركزية لتوسعة الحرم المكي الشريف، وذكر المؤرخون عن مسجد الجن بأن أهل مكة سموه بعدة أسماء منها مسجد الحرس؛ وسمي بالحرس لأن صاحب الحرس كان يطوف مكة، حتى إذا انتهى إليه وقف عنده ولم يجزه حتى يتوافى عنده عرفاؤه وحرسه، يأتونه من شعب بني عامر، ومن الثنية ثنية المدنيين، فإذا توافوا عنده رجع منحدراً إلى مكة. يذكر أن سبب التسمية تعود إلى نسبة المكان الذي اجتمع فيه النبي-صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلا، وكان بصحبته الصحابي عبد الله بن مسعود، وحيث خط له النبي خطا على الأرض وأمره أن لا يتجاوزه حتى يرجع إليه، ثم انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم-إلى الجن وظل يعلمهم الإسلام ويجيب على أسئلتهم حتى الفجر، وفيه أنزلت سورة الجن. ويشهد في أيام المواسم كشهر رمضان وموسم الحج ازدحاما من المعتمرين والزوار للصلاة فيه، وكذلك لأخذ الصور من جنباته، وقد مرت عليه عدد من التطورات حتى شهد توسعة كبيرة لاتساع المصلين فيه. وبين الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف العام على إدارة المتاحف في جامعة أم القرى وأستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية أن مسجد الجن من المساجد التي حظيت بحظ وافر لارتباطها برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يروى أن نفرا من أصحاب الرسول افتقدوه يوما، وبينما هم يبحثون عنه فإذا هو مقبل من جهة المعلاة، فسألوه عن غيبته تلك، فقال لهم ما معناه، كنت أفقه أخوانكم من الجن. وأضاف: هو المكان الذي اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم بالجن، ويسميه أهل مكة قديما بمسجد الحرس، لأن العسس كانوا يجتمعون عنده ليلا.