يستعد حي الغزة أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام لمغادرة ذاكرة المكيين بعد أن شرعت معدات الهدم والإزالة في إزالة ما تبقى من مبانيه لدخوله ضمن التوسعة الجديدة للمسجد الحرام من الجهة الشمالية. ورصدت عدسة (المدينة) أمس وضع حي الغزة حيث خلت المباني تمامًا من قاطنيها ولم يتبق إلا العمالة التي تقوم بإزالة الرخام من واجهات المباني بعد فصل التيار الكهربائي ويضم الحي أشهر المساجد القديمة في مكةالمكرمة وهو ما يعرف بمسجد الجن في الجهة الشرقية المقابلة لمبنى مؤسسة البريد السعودي والذي سيُزال ضمن المشروع. وحظي حي الغزة بشهرة كبيرة لدى أهالي مكةالمكرمة وزوارها من الحجاج والمعتمرين نظرًا لقربه من السجد الحرام واشتماله على العديد من المحلات التجارية المختلفة. من جهته قال الدكتور فواز بن علي الدهاس أستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية بجامعة أم القرى والمشرف العام على إدارة المتاحف: حي الغزة سمي بهذا الاسم نظرًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم غز رايته عند دخوله لفتح مكةالمكرمة في السنة الثامنة للهجرة منه. وأضاف: مسجد الجن من المساجد القديمة بمكةالمكرمة وهو المكان الذي اجتمع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالجن وكان أهل مكةالمكرمة يسمونه قديمًا بمسجد الحرس لأنّ العسس كانوا يجتمعون عنده ليلا. وذكر الأزرقي أن رئيس الحرس كان يطوف مكةالمكرمة، فإذا انتهى إلى هذا المسجد وقف عنده حتى يتوافى عنده عرفاؤه الذين يقومون بواجبهم في حراسة مكةالمكرمة.