جدد النظام السوري أمس مرواغته لإفساد الحراك الدبلوماسي الدولي باتجاه حل الأزمة عن طريق الحوار، بغية المناورة وكسب مزيد من الوقت والاستمرار في جرائمه البشعة ضد الشعب، حينما ربط مشاركته في المؤتمر الدولي بطلب اعتذار الجامعة العربية وإلغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا، جاء ذلك فيما يلتقي وزيرا خارجية أمريكا وروسيا في باريس بعد غد الاثنين المقبل لبحث الملف السوري. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن النظام السوري يطالب الجامعة العربية بإلغاء كل قراراتها بحق سوريا، والاعتذار علانية للنظام «ثم ننظر بالأمر». ويأتي هذا غداة إعلان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا الاتفاق على عناصر لم تحددها من شأنها المساهمة في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية. غير أن مسؤولين شاركوا في اجتماع اللجنة الخميس أشاروا إلى أن الاقتراحات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، وإرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى سوريا «لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية». من جهة ثانية يعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اجتماعا في باريس بعد غد الاثنين لمناقشة مساعي عقد المؤتمر الدولي بمشاركة النظام والمعارضة. وأعلنت روسيا أمس أن الحكومة السورية وافقت «من حيث المبدأ» على المشاركة في المؤتمر الذي دعمته واشنطن وموسكو ومقرر عقده في جنيف. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، إن «دمشق أعربت عن استعدادها من حيث المبدأ للمشاركة في المؤتمر الدولي، حتى يتسنى للسوريين أنفسهم العثور على مسار سلمي للحل». وطالب الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس أن يؤكد النظام ما إذا كانت ستشارك في المؤتمر. ويواصل الائتلاف السوري اجتماعات بدأت في العاصمة التركية إسطنبول أمس وتستمر ثلاثة أيام للتباحث بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف المقترح وسط انقسامات في صفوف المعارضة. لكن أحمد كامل، عضو المكتب الإعلامي للائتلاف قال ل «بي بي سي» إن أي خلافات في وجهات النظر بداخل الائتلاف لا يمكن اعتبارها انقسامات. وفي بداية الاجتماعات التي انطلقت الخميس، طرح الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد الخطيب مبادرة تتضمن مغادرة الأسد وإطلاق جميع المعتقلين تحت إشراف دولي. وعلى الصعيد الميداني، تفيد الأنباء الواردة من سوريا باستمرار القصف الصاروخي على ريف بلدة القصير. وأشارت تقارير إلى أن القوات الحكومية سيطرت على بساتين الوعر في حمص، كما قصفت منطقة عدرا البلد في ريف دمشق.