بين الماضي والحاضر تباينت مظاهر عادات وتقاليد الزي المديني في طيبة الطيبة، وتغيرت بنسبة كبيرة عما كانت عليه سابقا، فبعد أن كانت العروس تزف بالزي المديني المكون من المقنع وثوب وتاج يوضع على رأسها، ومن ثم ترتدي ملابسها وتبدأ مراسم الزفة، بطريقة تعطيها الهيبة بأنها الأولى والمميزة بين الحاضرات، لما تدخله الزفة من بهجة وفرح وسعادة للجميع، إلا أنه طغت عليه أنواع أخرى من الأزياء الهندية والفساتين الحديثة، خاصة التي تتبع الموضة. منيرة المولد أوضحت أن الزفة قديما كان لها رونقها الخاص، كون الجميع يشارك فيها فرحة العروسين وأسرتيهما، مشيرة إلى أن البعض أصبح لا يبالي بأمر الزفة بقدر ما تهمه مراسم الزفاف التي يتسابق الناس على إقامتها في أفخم القصور بتجهيزات حديثة. واتفقت معها أم شروق متحسرة على البساطة التي كانت تتزين بها العروس قديما، لافتة إلى أن الزي المديني الآن أصبح يرتدى للغمرة عند بعض العائلات بدل الزواج. أما عائشة المدني فقالت: «كنا نجتمع في بيت والدة العروس بحضور أهلها وجاراتها ورفيقاتها، لنرتب عقود الورد المديني بالخيط والإبرة الذي تتزين به، بالإضافة إلى مساعدتها في نقش الحناء، وتجهيز المنزل، ومن ثم تبدأ مراسم الحفل، حيث يكون هناك كرسيان للزفة تقوم العروس بالصعود والنزول تباعا عليهما، وتكون هناك امرأتان خصصتا لتبادل الكرسيين من تحت قدمي العروس، ترتديان ما يسمى ب«الزبون» وهو زي متعارف عليه لمن يرافقنها أثناء الزفة مع الكراسي الصغيرة. وتابعت عائشة: «أما الآن فالوضع اختلف، وأصبح الزي المديني يرتدى للغمرة عند بعض العائلات بدل الزواج، واستبدل بأنواع أخرى من الأزياء الهندية أو الفساتين الحديثة، خاصة التي تتبع الموضة، حيث تزف العروس على أنغام الموسيقى والأغاني السريعة، ولم يبق من ما مضى شيء يذكر، بل تطور الأمر وتغير كثيرا، فأصبحت الفتاة تحرص على انتقاء أغاني الزفة وتستخدم الإضاءات اللافتة للفت الانتباه لقدوم العروس، بينما قديما كانت الفتيات هن من يخبرن بقدوم العروس». إلى ذلك أشار الباحث التاريخي الدكتور تنيضب الفايدي إلى أن هناك عادات وتقاليد كان يمتاز بها المجتمع المديني من الواجب أن تحيا، خاصة العادات الاجتماعية التي كان لها رونق خاص يبهج النفوس، مضيفا أن كتب التاريخ والمتخصصة حفظت هذا التراث الثري الذي تمتاز به طيبة الطيبة.