يتجه العديد من عرائس هذا الموسم إلى تفصيل زي ليلة الغمرة بطابع عالمي مبتكر، ترتدي فيها العروس أزياء تراثية من مختلف بلاد العالم، حيث ترتدي العروس السعودية زي الغمرة اللبناني والهندي والعماني والإسباني للظهور بأشكال جديدة ومختلفة، وليلة الغمرة هي ليلة احتفالية بالعروس تسبق ليلة الزواج، وتقابل ليلة الحناء، ويتم فيها عمل الحناء للعروس، وبرزت في هذا المجال العديد من المحلات التي تخصصت في تجهيز ليلة الغمرة بطابع عالمي جديد. تقول جهينة القرشي إن الكثير من الأسر بالحجاز تحرص على اتباع التقاليد الاجتماعية في الزواج، ومن هذه العادات ليلة الحناء أو ليلة الغمرة، وتضيف أنها زوجت بناتها تباعا، وجميعهن أقامت لهن ليلة الحناء والغمرة، ورغم أن تكاليف الزواج ومظاهره بدأت تتزايد في كل ما يتعلق بالزواج، إلا أنها لم ترد أن تحرم بناتها من سعادة هذه الليلة. وأشارت إلى أن هناك العديد من الابتكارات التي ظهرت في هذه الليلة، حيث برزت أزياء جديدة منها الزي الهندي والمغربي والعدني والعماني واللبناني والإسباني، وزي الغمرة عبارة عن زي شعبي ترتديه العروس، وهي تغطي كامل وجهها، حسب التقاليد، ويصاحبه عمل مكياج للعين حسب الزي ، وقد يكون على الطريقة الهندية أو المغربية، ومن الجديد إضافة الموضات العالمية على زي الغمرة. وعن معنى لفظة "الغمرة" تقول أم محمد اليافعي إن "العروس تغمر نفسها باللبس والذهب، حتى لا يظهر شيء منها أمام الحاضرات، حيث يقتصر ذلك على الأهل من أهل العروس مثل العمات والخالات والأقارب من الدرجة الأولى". وتضيف أن "العروس قديما كانت في ليلة حنائها أو غمرتها ترتدي لباسا واسعا وفضفاضا، وتغطي رأسها بطرحة، وتتزين بالذهب، فيما تغطي وجهها بالذهب الخالص، وهو ما يسمى "بالبرقع"، تضع الحناء على اليدين والرجلين، وتظهر للأهل والمعازيم من الأقارب على طبيعتها من حيث الماكياج الخفيف والشعر المسدول على الأكتاف". وتستطرد قائلة "تختلف ظروف الأسر المالية، فالبعض يستطيع شراء الغمرة، والبعض يحصل عليها من المشاغل، وهناك سيدات يقمن بتأجيرها، فيما تستغل الحاضرات من الأهل المناسبة لتقديم الهدايا الخاصة للعروس في ليلة حنائها أمام الجميع، وعادة ما تكون الهدايا أطقم ذهب أو عطورات قيمة، وتقدم أم العروس في ليلة غمرة ابنتها هدايا لجميع المدعوات تتمثل في أكياس من الحناء المديني الشهير، وعطور، وكحل، وحلوى بعلب فاخرة". وأضافت أن العروس تزف من قبل عماتها وخالاتها والأقارب على الرقص ودق الدفوف حتى منتصف الليل، وتقام ليلة الحناء عادة بإحدى قاعات الأفراح أو الاستراحات، أو منزل أم العروس. وتشير أم محمد إلى أن "الفتيات في الوقت الحاضر يفضلن في هذه الليلة ارتداء أزياء عالمية، فقد يرتدين الزي التقليدي الهندي أو المغربي، لدرجة أن العروس قد ترتدي أكثر من زي في هذه الليلة، كما تقوم العروس بتغطية وجهها بالبرقع المزين بحبات اللؤلؤ أو جنيهات الفضة". وتقول بثينة قمصاني (صاحبة معرض لتأجير ملابس الغمرة للعروس)، " إن تكلفة لباس العروس ليلة الغمرة تصل إلى 7 آلاف ريال، لذلك تتجه العديد من الأسر لاستئجار ثوب الغمرة، مشيرة على أن العديد من العرايس أصبحن يطلبن أزياء من مختلف بلاد العالم، ومنهن من يرتدين أكثر من زي في تلك الليلة، مشيرة إلى أن الإقبال كبير على الزي اللبناني والحجازي والهندي والمغربي. وعن أنواع الغمرات قالت "الغمرة الحجازية تشمل ثوباً مدينياً باللون الوردي، وتاجاً، ومقنعاً، وماساً، ولؤلؤاً، وسنية التاج، أما الغمرة الخليجية فتتكون من مقطع أو دراعة، بينما الغمرة الهندية تشمل بلوزة وتنورة الساري، ويتكون الزي اللبناني عبارة عن الزي اللبناني الشعبي، إضافة إلى وجود أنواع أخرى مثل المغربي واليمني والعماني". وأشارت إلى أنها إضافة إلى تصميمها هذه الأزياء، تقوم بتأجيرها بأسعار تترواح من 500 إلى 2000 للزي تبعا لطلب أهل العروس. وقالت قمصاني إلى أن حفلات الزفاف في السعودية أصبحت تكتنفها العديد من التجديدات التي تضفي عليها بهجة كبيرة، سواء في الأيام التي تسبق الزواج أو يوم الزواج نفسه، فالعروس السعودية تبحث غالبا عن الأفكار المبتكرة، وتكره الشكل الكلاسيكي للعرس، وتحب أن تبدو في أشكال ونماذج عالمية وعربية في ليلة الغمرة.