وقفت لجنة متخصصة من شركة المياه الوطنية أمس على بحيرة المسك الجديدة التي تهدد أطراف جنوبجدة، ويعاني سكان أحياء الخمرة، بحرة، أبو جعالة من الروائح الكريهة المنبعثة منها والحشرات التي وجدت فيها مرتعا خصبا للتكاثر. ويزيد الطين بلة جلب بعض أصحاب المواشي أغنامهم الى الموقع الذي تحول إلى بحيرة تعج بالأسماك التي تتردد أنباء عن وضعها بالبحيرة بغرض القضاء على البعوض. كما أن جيف المواشي النافقة يجعل الوضع غير محتمل. وتزداد المخاطر عندما تهطل الأمطار وتفيض مياه البحيرة لتصل الى المنازل المجاورة لها. يأتي تحرك اللجنة المختصة بعد أن نشرت «عكاظ» أمس وأمس الأول تحقيقين عن مخاطر هذه البحيرة، التي تشير مصادر الى أن مياهها قادمة من مكةالمكرمة عبر بحرة وأبو جعالة الى أن تصل الى الخمرة من خلال خنادق أرضية حفرت ب «شيولات» وجدت آثارها في الموقع. وأوضح رئيس اللجنة المهندس مجاهد مشهور أن العينات التي أخذوها من عدة مواقع بالبحيرة سيتم اخضاعها للتحليل في المختبر للوقوف على مدى تلوثها أو عدمه، لافتا الى أنهم ينتظرن ظهور نتائج تحليل عينات المياه التي تتتبع الشركة مصدرها لمعرفة ما إذا كانت معالجة أو جوفية. ورافق اللجنة عدد من أهالي الأحياء المتضررة من بحيرة «المسك 2» التي أعادت للأذهان هاجس بحيرة «المسك 1» خلف حي بريمان. وتساءل صالح صوعان عن لغز هذه البحيرة التي تتدفق مياهها عبر مسافة طويلة من مكةالمكرمة الى الخمرة ، قائلا إن تدفقها عبر خنادق يوحي بأن هناك «شيولات» تحفر هذه الخنادق بين وقت وآخر. وأطلعنا صوعان على بعض المسارات والخنادق التي شقت من قبل تلك «الشيولات» وبعضها يتم طمرها واحداث مسار جديدة ، مؤكدا أن الامر لم يقف على هذا بل تم حفر خندق في طريق مسفلت يوصل بين الخمرة وأبو جعالة من أجل افساح الطريق لمياه البحيرة لتتدفق عبره. وأضاف متسائلا هل ننتظر وقوع كارثة لكي تتحرك الجهات المختصة؟ بينما أشار صالح حدادي وعيسى الزيلعي أنهم اكتشفوا البحيرة قبل نحو شهر ونصف الشهر وخاطبوا عدة جهات في هذا الشأن لكن «لا حياة لمن تنادي». وعبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي الأمر في النهاية الى كارثة بيئية وانتشار حالات الإصابة بمرض حمى الضنك في ظل توفر البيئة الملائمة لذلك. وقالوا إن بعض الأمراض الصدرية والطفوحات الجلدية بدأت تظهر بينهم.