استيقظ أهالي الخمرة ذات صباح واكتشفوا أن مخطط المنح جنوبي جدة الحديثة يعوم على بحيرة متدفقة مجهولة المنبع، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أن المياه تبدو مثل نهر جارف يتهدد المساكن والممتلكات وتعج بالبعوض والأسماك الصغيرة والطيور النافقة. وأجمع الاهالي أنهم يضعون أياديهم على صدورهم خوفا من البحيرة والتي اطلقوا عليها مجازا بحيرة المسك، مؤكدين أن مياه المستنقع المائي تزكم الأنوف وتطارد السكان في صحوهم ومنامهم. وأضافوا أن البحيرة الغريبة ظهرت فجأة ومن غير سابق إنذار بالقرب من وادي أبو جعالة واحتلت مساحة كبيرة مهددة المساكن والمباني في حين لم يتم تدارك الأمر وإيقاف جريان المياه في أقرب فرصة. وفي هذا السياق أوضح محمد الزهراني أنه في الخمرة تحدث أشياء كثيرة غريبة نتيجة لاهمال المنطقة ونحن الأهالي نزور الموقع بين فترة وأخرى خشية من حدوث ما لا يحمد عقباه في الموقع، من تهريب مخدرات أو استغلال المساحات بشكل غير نظامي، وحين زياراتنا وجولتنا اكتشفنا مياها جارية وسريعة تنبعث منها رائحة غريبة. واضاف: تتبعنا المياه رغبة منا في اكتشاف مكان بدايتها، وحسب ما نرى أن مصدرها من مكةالمكرمة وهي تشق الطريق قادمة إلى الخمرة ومن ثم إلى جدة إذا لم نتدارك الأمر. وتابع الزهراني بقوله «خاطبنا الجهات المختصة في جدة وكررنا طلبنا وما زلنا في انتظار معرفة سبب تكون هذه البحيرة . لافتا إلى أن إمارة المنطقة أعقبت شكوانا باتصال طالبة وصف الموقع من أجل مباشرته ميدانيا وعمل اللازم فيه. من ناحيته تحدث محمد عقيلي عن البحيرةالطارئة بقوله «في تلك المنطقة تنتشر الحيوانات النافقة وبعد ظهور المياه تجمع البعوض بشكل غير مسبوق، والذباب، وتجمعت الأسماك في الماء والأشجار الشوكية وكل هذه العناصر كفيلة بأن تسبب القلق والخوف من حدوث كارثة بيئية في الخمرة. من جانبه اوضح عيسى زيلعي بأن المشكلة الحالية لا يمكن السكوت عليها لانها تهدد مساكنهم وأطفالهم ومدارسهم وتنذر بالخطر . وأضاف أن المياه الجارية عميقة وقوية وتحاول الوصول لأبعد ما يمكننا تخيله، لافتا إلى أنه انتشر مقطع عبر اليوتيوب أسماه الأهالي (الخطر القادم من الشرق) رغبة من الأهالي في إيصال أصواتهم سريعا لعل أحدا يباشر الموقع ويعاينه ويقوم بانقاذ المواطنين من الكارثة التي ستحدث بسبب تلك المياه. وتابع أن مصدر المياه مكةالمكرمة، والتي عبرت بحرة وصولا إلى أبو جعالة ومن أبو جعالة انطلقت إلى مخطط بن جلوي وبن لادن بالخمرة، وصولا إلى المخططات السكنية، وغير معلوم مصدرها الأساسي وهي تهدد السكان وستتسبب في انهيار المباني وتؤثر على صحة الأهالي. وشكا عدد من الأهالي ل«عكاظ» الوضع الخطير الذي وصلت إليه المياه بسبب جريانها السريع (كالنهر) في غياب كامل للمسؤولين ومعالجة الأمر الذي يهدد سلامة السكان وينذرهم بوقوع كارثة في وقت قريب. وأوضح صالح صوعان (أحد الأهالي) أن المياه عبارة عن مخلفات للصرف الصحي المعالجة وهي قادمة من مكةالمكرمة، وبها العديد من الأسماك الحية. وأضاف: خاطبنا مصلحة (بيئة) وشرحنا لهم الوضع الخطير ولم يستجيبوا لمطالبنا، ولم يحضر أحد إلى الموقع، بل إنهم في كل مرة يسألون عن المياه وكيف رائحتها وهل هي عميقة أم ماذا، ويعدون بالحضور إلى الموقع ولا أحد يحضر واصبح على الموضوع أكثر من شهرين، والخطر يزداد ولا مجيب. واستطرد متسائلا: هل ننتظر وقوع كارثة بيئية واجتماعية حتى يتحرك المسؤولون للموقع وانقاذ الأهالي من الغرق الذي ينتظرهم، وهاجس الموت الذي يلازمهم بسبب تحرك المياه بشكل قوي تجاه المباني والمنازل. وأضاف إبراهيم الربعي أن تلك المياه تشبه بحيرة المسك، ونخشى أن يستمر الحال وتتفاقم معاناة الأهالي، فالخمرة ومساحاتها غير مستغلة بشكل مناسب. ونحن الأهالي نشعر بالمسؤولية ونقوم بجولات على المساحات بين فترة وأخرى ونطرد الغرباء الذين يحاولون استغلال المساحة في أمور خارجة عن القانون. وأضاف: نخشى انتشار حمى الضنك بسبب البعوض المنتشر وبكثرة في المياه، والذباب سيتسبب في أمراض صحية خطيرة لا نستطيع مواجهتها، خاصة وان اولى حالات الضنك في جدة سبق وان ظهرت في الخمرة . واستطرد: تحدثنا مع أمانة المحافظة ورفعنا لهم شكوانا ومعاناتنا ومخاوفنا، فطلبوا منا مخاطبة المجلس البلدي حتى يمارس مهامه بالوقوف ميدانيا على الموقع وبعدها يقوم المجلس البلدي بالرفع لأمانة المحافظة التي تقوم بعد ذلك بزيارة الموقع ومعالجته. وأضاف: للأسف الشديد لم يحضر المجلس البلدي ولا الأمانة إلى الموقع ومخاوفنا تزداد ولا مجيب معرفة المصدر الناطق الإعلامي في أمانة محافظة جدة الدكتور عبد العزيز النهاري نفى في مهاتفة معه علمه بوجود مياه أو بحيرة مسك جديدة كما يسميها الأهالي، واعداً بالتحقق من المعلومة ومعرفة ما إذا كانت المياه صرفا صحيا أو غير ذلك.