بعد أن انتهى موسم فريق النصر خالي الوفاض دون تحقيق أي بطولة محلية، بالإضافة إلى فشله في مواصلة المنافسة على لقب بطولة الأندية العربية، على الرغم من وجود دعم جماهيري كبير خلف الفريق، إلا أن الفريق الأول لكرة القدم لم يهدِ هذه الجماهير العريضة لحظة فرح بتحقيق منجز يتغنون به أسوة بحال جماهير الأندية الكبيرة، ومع كل إخفاق يتعرض له فريق النصر تتجه أصابع الاتهام صوب رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، والذي يبدو أنه اختار أن يقود العالمي بمفرده بعد أن تخلى عنه الجميع، وظل وحيدا يصارع أمواج التحدي دون عون من أحد إلا من قلة قليلة تؤثر الدعم بصمت ومن بعيد. فبعد ثلاث سنوات أمضاها رئيس نادي النصر في سدة رئاسة هذا النادي العريق يحق لنا أن نطرح العديد من الأسئلة والتي تحتاج إلى إجابات شافية، فهل بالفعل كان رئيس النصر يمارس الدكتاتورية والتي كانت هي السبب الحقيقي في ابتعاد غالبية أعضاء الشرف عن دعم النادي؟ أو أنه رفض تدخلهم في صلاحياته فقرروا المقاطعة؟ وهل يتحمل فيصل بن تركي عدم الاستقرار على الجهاز الفني في الفريق منذ توليه رئاسة النادي؟ وهل يتحمل فيصل بن تركي سوء اختيارات اللاعبين الأجانب المنضمين للفريق؟ وهل يتحمل فيصل بن تركي تعاقدات النصر الأخيرة مع عدد من اللاعبين المحليين أمثال حسين عبدالغني وعبده عطيف ومحمد نور؟.. كل تلك الأسئلة طرحناها كما هي وطلبنا من عدد من النقاد توضيح أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور فريق النصر بهذا المستوى الفني المهزوز، فخرجنا بهذه المحصلة: طارق بن طالب: يفتقد الإعداد النفسي ففي البداية، أكد الكاتب الرياضي طارق بن طالب أن رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي قدم جهدا كبيرا منذ توليه إدارة نادي النصر، وهذا الكلام لا ينكره إلا جاحد، فالجميع يعلم أن الأمير فيصل بن تركي ظل وحيدا يدعم نادي النصر ويصارع أندية كبيرة بمفرده، وذلك بعد أن خذل مجلس أعضاء شرف النادي الأمير فيصل بن تركي وتركوه يعمل وحيدا في النادي. وتابع: «أما فيما يتعلق بالفريق الأول لكرة القدم فأعتقد أن من أبرز السلبيات التي وقع فيها الأمير فيصل بن تركي هي في عدم قدرته على الإعداد النفسي الجيد للاعبين وتحديدا قبل المباريات الحاسمة للفريق، سواء في هذا الموسم أو في الموسم الماضي، بالإضافة إلى عدم جلبه لمدير كرة قدم قوي يجيد التعامل مع اللاعبين ومع الأحداث الطارئة بحزم وحكمة». وأضاف: «إذا أراد الأمير فيصل بن تركي أن يقدم الفريق مستويات مميزة في الموسم المقبل فكل ما عليه هو جلب لاعبين أجانب على مستوى عال حتى يستطيع الفريق السير نحو المنصات ويحقق الألقاب والبطولات». فياض الشمري: وعوده كثيرة من جانبه، قال الكاتب الرياضي فياض الشمري: «أعتقد أن الأمير فيصل بن تركي ورث تركة كبيرة في النصر، ويتمثل ذلك في عدم توفر اللاعب النجم بعد رحيل الجيل الذهبي للفريق، لذلك حاول (ترقيع) الأوضاع وفق نظرة وظروف معينة وزمن محدد ولكن الإمكانات والأسلحة التي اعتمد عليها خذلته كثيرا، فضلا عن الصراعات التي عاشها النادي قبل وبعد مجيء الأمير فيصل وكان أبطالها أشخاصا محسوبين على إدارات سابقة لا يريدون النجاح لمن يأتي بعدهم، منهم شرفيون ولاعبون وأيضا إعلاميون من دون مراعاة مصلحة النادي الأصفر، ثم فتح أبواب بعض اللاعبين لمستحقاتهم المالية وهجومهم ضد الإدارة ومع هذا استطاع الرئيس النصراوي أن يواجه الكثير من الأزمات الإدارية والمالية بمفرده في ظل الموارد الشحيحة والعزوف الشرفي، وأظن أنه نجح في ذلك إلى حد كبير على الرغم من الظرف آنفة الذكر، ولو لم يجد عشاق النصر منه إلا تكفله بحفل اعتزال ماجد عبدالله الذي كاد ألا يتم لكفاهم ذلك». وأضاف: «يجب أن يعي رئيس النصر وجماهير النادي أن فريقهم بوضعه الراهن وعناصره الحالية من الممكن أن يصل إلى أدوار متقدمة في أي بطولة يشارك بها ولكنه ليس فريق بطولات، أيضا عليهم التخلص من اسطوانة (العالمية) التي معها بدأ عهد الغياب عن الإنجازات، حتى أن الجماهير من هذا الغياب أصبحت تبحث عن الاحتفاء لو ببطولة ودية أو في الفئات السنية»، وتابع: «من سلبيات الأمير فيصل بن تركي أنه استقطب عناصر كبيرة في السن من أنديتها مثل حسين عبدالغني ومحمد نور بالإضافة إلى صفقات أجنبية كلفت خزينة النادي الملايين وأثبتت فشلها وآخرهم اليوناني خاريستياس فضلا عن الوعود التي قال من خلالها إنه سيجعل النصر أفضل فريق في آسيا وهذا كلام محسوب عليه بل إنه يأتي في سياق الوعود الملزم بتجسيدها على أرض الواقع، أيضا عندما أكد أنه سينجز في عامه الأول ما نسبته 20 بالمائة من العمل وتحقيق طموحات أنصار الفريق، ثم يكمل النسبة الباقية في العام التالي، والتخلي عن نائب الرئيس عامر السلهام ومدير الفريق سلمان القريني بقرار من أعضاء الشرف الذين هددوا بوقف الدعم ما لم يرحل الثنائي، وعندما ابتعدا لم يدعم أعضاء الشرف ولم يستقم العمل الإداري في الفريق»، واختتم الشمري حديثه بقوله: «كان يفترض على رئيس النصر إذا كان مقتنعا بعملهما أن لا يرضخ لضغوطات أعضاء الشرف مهما كانت فهو المسؤول عن النواحي الإدارية ويعرف من هم الأشخاص الذين سينسجم معهم في العمل». صالح الحمادي: يكرر أخطاءه ويرى الكاتب الرياضي صالح الحمادي أن الأمير فيصل بن تركي وإدارته يقومون في كل موسم بتكرار نفس الأخطاء التي تم ارتكابها في الموسم الذي قبله، فعلى سبيل المثال نجد أن الأخطاء في طريقة التعاقدات مع اللاعبين المحليين دون المستوى تتكرر، وكذلك التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمدربين الذين يتولون قيادة الفريق، فكل تلك الاستقطابات تكبد النادي خسائر مادية ومعنوية كبيرة، وأضاف: «أجزم أن أكثر الناس حرصا على نجاح فريق كرة القدم في نادي النصر هو الأمير فيصل بن تركي، ولكن عليه أن يؤمن أن العمل الجماعي من أعضاء شرف النادي والمحبين له هو طريق النجاح، وإلا فإن الموسم المقبل ستكون نتائجه هي نتائج المواسم الماضية»، وتابع: «لذلك عليه الابتعاد عن المطبلين والمستنفعين من النادي والاستماع إلى الآراء الناصحة والناقدة بصدق كي يتمكن من تحقيق النجاح في آخر موسم من عهد رئاسته»، وأضاف: «أتمنى أن يهتم رئيس النصر برعاية الفئات السنية في نادي النصر فهي مليئة بالمواهب التي تستحق الدعم والتحفيز، حتى تخرج تلك الفئات لاعبين قادرين على إعادة فريق النصر إلى زمنه الجميل، بالإضافة إلى أنه يجب الاستفادة من المدربين الوطنيين من أبناء نادي النصر أمثال يوسف خميس وصالح المطلق وماجد عبدالله فهذه الأسماء جديرة بالعمل في نادي النصر نظير خبرتها الكبيرة في المجال الرياضي».