وضع الموسم الرياضي أوزاره وجمهور النصر العالمي ما زال يحلم ببطولة يروي بها ظمأ سنين مضت دون إنجاز يذكر سوى بطولة كأس فيصل الأولمبية تحت سن 23 عاما وبعض من الوعود لمحب عطش يجري وراء وعود يحسبها الظمآن ماء. لاشيء يسلي العاشق الولهان بفريق تغنى بالبطولات سنوات وسنوات سوى أمان يطلقها رئيس أو شرفي أو إداري بموسم رياضي مختلف سيعود معه العالمي لمعانقة منصات التتويج موشحا بالذهب؛ وهو نفس اللون الذي يرتديه لاعبو الفريق دون أن يوحي لهم أو لإدارتهم بقيمة هذا اللون الذي يغري الجمهور أكثر مما يغري أهل الدار من إدارة وشرفيين ولاعبين. نادي النصر أو العالمي، كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه، تيمنا بمشاركته كأول فريق عربي سعودي يشارك في نهائيات كأس العالم، عاجز لمدة 17 سنة عن تحقيق بطولة الدوري و43 عاما عن الصعود للمنصة لاستلام كأس ولي العهد، أما بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال فلم يكن له فيها لا ناقة ولاجمل سوى المركز الثالث في العام الفائت، أما سيرته الذاتية في البطولة فخروج من الأدوار الأولى صفر اليدين. ولقد استبشرت جماهير النصر خيرا بتسنم الأمير الشاب فيصل بن تركي (كحيلان) الذي عاد من الولاياتالمتحدةالأمريكية حاملا خبرة دبلوماسية لعمله في سفارة المملكة في واشطن لصياغة نصر جديد يعيد للأذهان نصر الثمانيات والتسعينات ونصر عام 2000م على أقل تقدير، لتبدأ مرحلة البناء كما هو أحب أن يطلق عليها، مرت السنة الأولى والنصر في تقدم، صفقات من العيار الثقيل وإن شابها بعض الهنات البسيطة التي لم تعكر مسار الفريق الذي حقق منجزا بصعوده للمركز الثالث في الدوري ونفسه في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والأهم من ذلك كله عودة الفريق للمسابقة الآسيوية التي غاب عنها لمدة عشر سنوات والتي أهلته للوصول للعالمية، لترتفع آمال المحبين والعاشقين بموسم مختلف سيكون النصر منافسا حقيقا لأقرانه الهلال والاتحاد والشباب المسيطرين على ذهب القدم السعودي. كانت البداية بالتعاقد مع الإيطالي زينجا، رغم تحذيرات الخبراء بأن اسمه كبير لا يشفع له في الإنجاز البطولي مع الفرق التي دربها، لكن إدارة النصر أعلنت التحدي وأكدت أن زينجا ضالتها المفقودة وأن أجانبه الذين جلبهم للفريق سيكونون ركائز للفريق في قادم الأيام، مضى الموسم وزينجا الرهان مطرود من منتصف الطريق، واللاعبون الأجانب خذلوا الجميع وأصبحوا عالة على الفريق، ليعود النصر لسقطاته؛ خروج مذل من الآسيوية برباعية على يد أرخص المدربين ثمنا في الدوري السعودي (الكرواتي) المغمور دراغان وخروج من الرباعي الكبير الذهبي في الدوري السعودي بخماسية من أمام العميد ليتكرر خروج العالمي مجددا من أمام نفس الغريم وليخرج الفريق صفر اليدين بل وبنتائج لا تليق بفريق كبير بدتت فيه أموال في غير محلها. ولئن كان الفكر يقود الفعل فإن فكر الإدارة الحالي في نادي النصر أثبت قدرات ضعيفة في إدارة دفة النادي بدءا من التعاقدات الخاطئة مرورا بابتعاد أعضاء الشرف الذين كانوا يشكلوا رافدا قويا في دعم الإدارة بالمال والفكر وانتهاء بالأزمات المالية التي جعلت النادي غير قادر على التفاوض سوى مع لاعبين من أندية هابطة أمثال الظهير الأيمن في الحزم وليد الطائع العائد من إصابة الرباط الصليبي، وعدنان فلاتة الذي أثبت فشله الذريع مع العميد والوحدة لتقع هذه التعاقدات كالصدمة على الجمهور النصراوي الذي قسمته تلك التعاقدات إلى قسمين، القسم الأكبر يرى أن الإدارة أفلست وأن عليها الرحيل، والقسم الآخر الأقل يرون الصبر حتى نهاية الموسم وانتظار ماذا تحمل الإدارات من وعود علها تكون حقيقة لا سرابا تعيد النصر للون الذي يحب بعد أن أصبح باهتا لايسر الناظرين.