انطلاقة قوية بدأ بها النصر موسمه الكروي مع الإدارة الجديدة برئاسة الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، جعلت الكثيرين يتوقعون أن الفريق سيظهر بشكل مغاير عن السنوات الماضية، خاصة أنه حظي بدعم صفقات ثقيلة العيار. وعلى الرغم من ذلك إلا أن سيناريو التوقف الاضطراري في المواجهات المفصلية أعاد حضوره من جديد ليعيد كركتر الأعوام الماضية، التي غالبا ما تشهد تغيرا جذريا وسط تراجع مخيف للجماهير النصراوية. خسارة النصر الأخيرة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الهلال دقت جرس الإنذار أمام سيل من علامات الاستفهام، أولها: أين تكمن مشكلة التعثر في المواجهات القوية بعد الانطلاقات المميزة؟ ومن يتحمل مسؤولية عدم إكمال المشوار بالوتيرة نفسها؟ وهل يلعب الجانب النفسي دور في ذلك، أم أن قاعدة ”العقدة“ أثبتت صحتها؟ والسؤال الأهم المتعلق بالأمر: هل الباراجواني جورجي ديسلفا قادر على قيادة الفريق الأول والأولمبي معا، أم أن النصر يحتاج إلى التعاقد مع مدرب لفريقه الأولمبي؟ جميع هذه التساؤلات حملتها ”شمس“ وتوجهت بها إلى عدد من المطلعين على أحوال نادي النصر.. فإليكم ما حملته وجهات نظرهم. المدرب ليس مسؤولا يقول الأمير عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز عضو شرف نادي النصر: “أعلم أن جورجي ديسلفا مدرب فريق النصر لا يحتمل أي شيء، فهو يعيش تحت ضغط كبير جدا، على اعتبار أنه يدرب الفريق الأول والأولمبي ويصارع على عدة جبهات، وخسارة أي مباراة أمر وارد وطبيعي، والنصر لمن يراه يسير بصورة منطقية إلى الأمام ويجب ألا ننظر بالعاطفة”. وأضاف: “النصر يحتاج إلى ترميمات لكن هذا عمل الإدارة وليس عمل المدرب، ومع ذلك فالإدارة لم تقصر أبدا وهي متحمسة وتقدم ما لديها أعانها الله، وأتمنى الاستعانة بشباب وصغار النصر بدلا من كبار السن وتحديدا في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد؛ ما سينعكس على الفريق الأول، وشاهدنا عناصر تبشر بمستقبل مزهر للنصر في الفئات السنية التي تقدم مستويات ونتائج طيبة، وأتمنى إعطاءهم الفرصة ودعمهم ماديا ومعنويا، لكن جمهور النصر انفجر نتيجة رؤيته لفريقه يخسر رغم وجود لاعبي الخبرة”. وتمنى الأمير عبدالعزيز بن سعود أن تتعاقد الإدارة النصراوية مع مدرب لقيادة الفريق الأولمبي ويكون متابعا للفريق الأول والفئات السنية إلى جانب دراسته للفرق الأخرى ويضع التكتيك والتشكيل المناسبين لكل مباراة مع الأخذ في الاعتبار منح الفرصة والمحاسبة فيما بعد. خطأ فادح وصف الأمير سعود بن ممدوح بن عبدالرحمن عضو شرف نادي النصر جمهور وإعلام ناديه بالعاطفي، يرفعون ناديهم إلى أعلى الدرجات مع أقرب فوز وعند الخسارة ينزلون بالفريق والعاملين والإدارة إلى سابع أرض، وقال: “هذا خطأ فادح، حيث يجب أن يكون جمهور النصر وإعلامه واعيا ومنطقيا في مرحلة بناء تحتاج إلى صبر، حيث إن الفرحة يجب أن تكون مقننة بطريقة يقابلها العقلانية أمام الهزيمة؛ لأن الأندية تعمل مثلما يعمل النصر وفي النهاية الفائز واحد”. وأضاف: “لا أحد يحب الهزيمة، لكن يجب الاستفادة من الخسارة وأخذ العبرة والدروس”، وأبدى الأمير سعود بن ممدوح أمله من الإدارة وأعضاء الشرف حل المشاكل في البيت النصراوي بعيدا عن الجماهير والإعلام، وقال: “نحن نعمل للنصر فقط، وأي مشكلة يجب حلها في النصر، وأتمنى أن تزول الحزازيات والتناحر أو أن يكون عملنا للنصر ولا غيره، وصورتنا يجب أن يكون فيها محبة بيننا وأن نعمل مع بعض ونعمل مع من يتولى دفة الأمور في النادي والهدف المصلحة العامة، فهدفنا واحد والفرحة لنا وحدنا كنصراويين، وأتمنى أن تزول الحرب الخفية بين النصراويين ومن يقول إنه ليس هناك حرب.. “كذاب”، والنصراويون يتحاربون في الخفاء، وأتمنى كمشجع نصراوي يحب ناديه زوال هذه الحروب وحل مشاكلنا في بيتنا داخل الكيان، وأتمنى أن نقف يدا واحدة مع الإدارة الموجودة سواء كان رئيسها الأمير فيصل بن تركي أو أحدا غيره”. وحول الوضع الفني للفريق النصراوي قال: “بكل صراحة ذهن المدرب مشتت بين عدة طرق وأتمنى التعاقد مع مدرب للفريق الأولمبي يكون تحت إشراف جورجي ديسلفا مدرب الفريق الأول، فإذا كان عنده مهمة ينجزها أسهل من أن يكون عنده مهام، وأتمنى فعلا النظر في هذه النقطة وأعيد وأكرر الفئات السنية في النصر تبشر بالخير وأتمنى إعطاءها الفرصة بصورة أكبر وأوسع”. العمل للمستقبل ومن جهته طالب سلمان القريني مدير كرة القدم بنادي النصر جماهير ناديه بالصبر على فريقها وعدم الضغط عليه وقال: “نحن نعمل في ثلاثة أشهر من أجل عشر سنوات مقبلة ونحاول دمج عناصر الخبرة بالشباب وأتمنى من الجماهير عدم الضغط على الإدارة واللاعبين، لأننا نعمل للنصر وليس غيره”. وأضاف: “صحيح أننا خسرنا لكنها ليست نهاية المطاف، فعملنا لفترة أطول وليس مؤقتا لفترة قصيرة وأتمنى من الجمهور الصبر ودعم الفريق وتشجيعه وعدم النيل منه حتى لا يفقد ثقته بنفسه وقادمنا يبشر بخير”، مشيرا إلى أن المدرب يحدد العناصر المفيدة للفريق من عدمها.