رغم الحاجة الملحة والنمو السكاني المستمر والذي يتطلب الانتهاء منه سريعا، إلا أن مستشفى أم الدوم في شمال الطائف، أعاد إلى أذهان سكان المحافظة مسلسل مستشفى قيا بالحارث والذي استغرق تنفيذه 11عاما ولا يزال تشغيله جزئيا، فيما لا يزال مستشفى أم الدوم يسير العمل فيه كالسلحفاة وهو الذي بدأ العمل فيه قبل أكثر من سبع سنوات.. «عكاظ» التقت عددا من أهالي أم الدوم والذين طالبوا بضرورة إنجاز المشروع المتعثر حتى يستطيعوا معالجة مرضاهم بدلا من قطع مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا إلى الطائف وتخفيف العبء عليهم. يقول محسن العتيبي: «عند مرورك من أمام المستشفى لا تشاهد سوى أعداد محدودة من العمالة، رغم أن المشروع يتطلب شركات متكاملة ومجموعة من الأيدي العاملة والآليات، كما أنه وبالرغم من أنه يحتوي على 50 سريرا، إضافة لمركز إنعاش ومبان لإسكان الممرضات والكادر الطبي، فإنك تلاحظ معدات قليلة بجانب أيد عاملة أقل. يقول عبدالله الذيابي إنهم يئسوا كثيرا من إنجاز مستشفى أم الدوم الذي أصبح حلما لا نهاية له، مشيرا إلى أن العمل في المشروع بدأ عام 1427ه، ولازال حتى الآن متعثرا رغم الحاجة الملحة لأهالي أم الدوم وعدد السكان المتنامي، حيث يتطلب الأمر الحزم في إنجازه، متسائلا عن الأسباب التي أدت لتأخر تشغيل المستشفى، الذي كان من المقرر افتتاحه في عام 1429ه، إلا أنه أضيف إليه سبعة أشهر و152 يوما إضافيا ثم 145 يوما توقف، ورغم التمديدات والإضافات فمازال المشروع يحبو كالسلحفاة. انتظرنا كثيرا فيما أكد كل من فهد الروقي ونادر العتيبي، وعيد الحارثي، أنهم باتوا الآن لا يعلمون متى سيفتتح المستشفى ومتى يمكن الاستفادة منه، حيث بدأ العمل فيه قبل سبعة أعوام مستغربين طول المدة التي قضاها المشروع، رغم أنه رصدت له الميزانيات وسعته السريرية لا تتجاوز 50 سريرا، وقالوا: «انتظرنا كثيرا وتجرعنا أتعاب السفر والبحث عن العلاج في مستشفيات الطائف والتي تبعد ب450 كيلومترا ذهابا وإيابا ولا نعلم متى ستخفف صحة الطائف علينا من هذه الأعباء ومواجهة خطر السفر والترحال اليومي»، موضحين أن أعدادا قليلة من العمالة تعمل داخله لا تتوافق أعدادهم مع حجم العمل واحتياج الأهالي لإنجازه عاجلا، مبينين أن ذلك يتطلب أعدادا كبيرة من العمالة والآليات المتكاملة. ويشير سلطان الذيابي، إلى أن أم الدوم يتبع لها العديد والكثير من القرى والهجر، ويفوق عدد سكانها ربع مليون نسمة، حيث ينتظرون كل يوم تاريخ افتتاح المستشفى الجديد ليخدم الأهالي والمواطنين وعابري الطريق، مطالبا الجهات المختصة بسرعة التحرك لإنهاء معاناتهم سريعا بعد أن انتهت مدة المشروع، ثم التمديد الذي منح له وبحث أسباب التعثر. ويبن علي بن مسفر أن المنطقة بات في حاجة ملحة إلى قيام ذلك المستشفى وبأسرع فرصة ممكنة، مشيرا إلى أن المرضى يقطعون مسافات طويلة حتى يصلوا إلى أقرب مستشفى في المنطقة، وأضاف «أهالي أم دوم دائما في حالة تساؤل، لماذا تأخر المستشفى كل هذا الوقت؟ ما الذي يجعل الأهالي يدفعون ثمن عدم اهتمام الآخرين بمعاناة الناس؟». قلة الأيدي العاملة بدورها وقفت «عكاظ» في جولة ميدانية على موقع المشروع ورصدت لوحة المشروع التي تكشف أنه بدأ العمل فيه عام 1427ه، ثم أضيف إليه 152 يوما إضافيا تبعها توقف دام 145 يوما، كما بدا في اللوحة، ثم أضيفت مدة سبعة أشهر كذلك، واتضح فيما بعد قلة الأيدي العاملة داخل المشروع وعدم وجود متابعة من الشركة المنفذة والجهة المشرفة على المستشفى، حيث يعتبر مستشفى أم الدوم هو الثاني في محافظة الطائف بعد مستشفى قيا الذي استمر تعثره لأكثر من سبع سنوات. إنجاز 90 في المائة أوضح ل «عكاظ» سراج الحميدان المتحدث الرسمي لصحة الطائف، أن مستشفى أم الدوم أنجز 90 في المائة من الإنشاءات وستقوم الصحة، بإنزال مشروع تأمين الأجهزة والتجهيزات الطبية والخدمات الأخرى خلال الفترة القريبة المقبلة، مؤكدا أن صحة الطائف حريصة كل الحرص لسرعة تنفيذ مشروع مستشفى أم الدوم الذي يضم 50 سريرا إضافة لغرف العناية المركزة والأقسام الأخرى ليخدم الأهالي والسكان ويخفف من ضغط المراجعين على مستشفيات المحافظة الداخلية، مبينا أن تكلفته المالية تصل إلى 23 مليون ريال.