تتصاعد هذه الأيام المقولة النمطية (مرحبا تراحيب المطر) في محافظة الطائف، تزامنا مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، ولكون الزيارة تعد الحدث المنتظر لأهالي الطائف وقراها ومراكزها الخارجية، فسنورد أبرز المشاريع المتعثرة وكذلك مطالب الأهالي بهذه المراكز على طاولة المسؤولين تزامنا مع زيارة أمير المنطقة. إذا نظرنا إلى المراكز الخارجية للطائف نجد أنها تمثل ثقلا كبيرا في أهمية المحافظة من الناحية السياحية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية، كما أنها تعد رافدا مهما لوسط المحافظة المكتظ بكل جوانبه. «عكاظ» وقفت على احتياجات مراكز السيل الصغير والكبير وكذلك مركز عشيرة وأم الدوم مركز بني مالك وثقيف، حتى وإن اتفقت المطالب في كثير منها إلا أن لكل مركز خصوصية مكانية وزمانية تجعله يتفرد عن غيره بها ويتفق في تحقيقها. تعد ضاحية الحوية مدخل محافظة الطائف الشمالي، ولكن تبدو لزائرها للوهلة الأولى أشبه بمكان معدم نظرا لمدخلها العشوائي والذي لم يشفع لنحو 500 ألف نسمة بالتطوير والاهتمام، رغم احتضان هذه الضاحية للجامعة، المدينة الرياضية وكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي، إلا أن هذه الضاحية لا تزال تعاني فالعشوائية لا تزال تسيطر على مجمل المناطق السكينة، فيما العمالة المتخلفة تغزو هذه المدينة (الصغيرة) بشكل مهول، ولكن يظل حلم المستشفى يراود الأهالي منذ 30 عاما كون أقرب مستشفى في المحافظة يبعد قرابة 40 كيلو. أحلام صعبة وفي هذا السياق، يقول منصور الروقي إن المستشفى حق مشروع للأهالي وهو مطلب أصبح ملحا بدرجة كبيرة ولكن التجاهل الذي نجده من المسؤولين في الصحة يجعل الحقيقة أحلاما صعبة المنال، مبينا أن الأهالي منذ سنوات يتقدمون بشكاوى ومطالب رسمية للمسؤولين في الوزارة وصحة الطائف ولكن الوعود تعقبها وعود وتذهب أدراج الرياح، لافتا إلى أن الاستغلال من المستشفيات الخاصة في الحوية يفاقم المعاناة ويعزز من تحقيق هذا المطلب المشروع. مركز عشيرة يعد مركز عشيرة من أهم المراكز الشمالية التابعة لمحافظة الطائف كونه يضم مكانا تاريخيا يتمثل في استراحة الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، عندما كان يقصد الحجاز في رحلاته بعد توحيد المملكة، وبالرغم من هذه الأهمية وما أقر من أمانة الطائف بشأن تطويره في الأعوام الماضية، إلا أن الأهالي أكدوا بطء تنفيذ التطوير، مشددين على أن هذا التطوير سيلحق بغيره من المشاريع التي أقر تطويرها ولم تشهد ذلك إطلاقا. المنتزه التاريخي وعن ذلك، قال سمران القثامي إن منتزه الملك عبدالعزيز لا يزال ينتظر التطوير المنتظر والذي اعتمده أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل العام الماضي، لافتا إلى أن هذا المكان التاريخي لم يشفع لهذا المركز بنيل نصيبه من الخدمات الصحية والاجتماعية والخدمية، مبينا أن عشيرة لا يوجد بها مركز صحي نموذجي يخدم الأهالي، وكذلك لا يوجد بها مركز إسعاف للهلال الأحمر مما يفاقم الأزمة الصحية فيها، هذا فضلا عن تساؤلات الأهالي بشأن المستشفى الذي ينتظره الأهالي من سنوات. خطر محدق وأضاف بقوله : «يعد طريق عشيرة والذي يمثل مدخلا رئيسا لهذه القرية أشبه بطريق الموت فلا يكاد يمر يوم وإلا ويلقى عابر لهذا الطريق حتفه نظرا لتأخر توسعته المنتظرة والتي حسب تأكيدات مسؤولي الطرق ستكون قريبة، ولكن هذه البشرى لم تر النور حتى الآن، مما يجعل الأهالي في خطر محدق حتى تتم توسعته». وقال خالد المقاطي إن الأهالي يتساءلون عن نقل مشروع أشياب مياه التحلية من المركز ونقله إلى جوار جسر الدفاع الجوي مما يعزز من معاناة الأهالي مع مطالب المياه المستمرة والحاجة الملحة بها باستمرار. قيا يمثل تعثر تنفيذ مستشفى قيا لغزا مثيرا لنحو 30 ألف نسمة يمثلون سكان القرى والهجر التي يخدمها المستشفى، ورغم اعتماد المستشفى قبل سبع سنوات إلا أن تعثر تنفيذ المستشفى طيلة هذه الفترة يفاقم من معاناة الأهالي مع المستشفى «المنتظر». وقال منصور الحارثي إن الأهالي تقدموا بعشرات الشكاوى لعدد من الجهات المعنية بسبب تأخر تنفيذ مشروع المستشفى، لافتا إلى أن وفدا من حقوق الإنسان سبق له أن زار المشروع واطلع على المركز الصحي الوحيد في المنطقة وكذلك عدد الحالات التي يستقبلها المركز ومدى الضغط الذي لايستطيع المركز العمل لخدمته من المراجعين. بني مالك بالنسبة لمركز بني مالك، فهو يعد امتدادا للمناطق السياحية ذات المناظر الخلابة في الطائف، ولكن رغم ما يمتلكه هذا المركز من مقومات سياحية جعلت منه محط أنظار المصطافين إلا أن أبسط احتياجات أهالي هذا المركز معدومة بشكل لا يكاد يصدق. يقول علي المالكي إن الأهالي محرومون من استخراج الصكوك بحجة أن المركز خارج النطاق العمراني، ولكن هذا الأمر أحدث أزمة سكن في المنطقة وأهلها هم المتضررون، وبين المالكي أن الأهالي محرومون من وجود فروع لكليات الجامعة وهو ما يجعلهم يتكبدون مهمة الذهاب 200 كيلو يوميا للجامعة أو يضطر بعض منهم إلى ترك الدراسة مجبرا بسبب ذلك، متسائلا عن توقف مشروع السقيا وهو المشروع الذي كان حلم الأهالي ولكن توقفه أصابهم في مقتل. وقال محمد المالكي: مشروع المعهد المهني لم يتم البدء فيه رغم تسليم الأرض للمقاول ولكن المشروع متوقف دون معرفة الأسباب، مبينا أن أكثر من 80 قرية من قرى بني مالك بحاجة للسفلتة ومطالب أهاليها في مكاتب المسؤولين ولكن لا حياة لمن تنادي. وأضاف: الأهالي يضطرون لأجل توقيع ورقة أو استخراج بطاقة أحوال أو تجديد سفر أن يذهبوا لوسط المحافظة (200 كيلو) لإنهاء معاملاتهم، وهنا تتطلب الحاجة لفتح مكاتب لإنهاء المعاملات دون عناء الذهاب لهذه المسافة الطويلة. أم الدوم أما مركز أم الدوم والذي يحتضن المعلم الأثري والتاريخي (مقلع طمية) فمطالب سكانه لا تختلف عن غيرها، ولكن يظل المستشفى المعطل به أحد أهم المشاريع التي ينتظرها الأهالي منذ سنوات. الشيخ غازي عبدالله الروقي قال: مشروع المستشفى تأخر تسليمه من قبل المقاول أكثر من عام، والأهالي بحاجة ماسة للرعاية الصحية من خلال تسليم هذا المستشفى للشؤون الصحية، وبين الروقي أن تعثر المستشفى يعتبر أمرا غير مقبول خصوصا في ظل مطالب الأهالي المستمرة.