أرعبت السوسة الحمراء مزارعي منطقة القصيم عندما بدأت تنتشر بشكل كبير في 246 مزرعة في أرجاء متفرقة من المنطقة، حسب تقديرات جمعية مزارعي التمور ولجنة التمور بالمنطقة. وعقد المزارعون اجتماعا لمناقشة الوضع والمطالبة الفورية بسرعة تدارك الوضع من قبل وزارة الزراعة، وتعزيز فرق المكافحة والوقاية. وذكر المزارعون خلال اللقاء إنهم لا يعولون كثيرا على فرع وزارة الزراعة بالقصيم، وطالبوا بالتحرك الشخصي من قبل بعضهم البعض حتى توصلوا لفكرة تأسيس شركة متخصصة للمكافحة، خصوصا وأن منتج التمور يعتبر الأهم في منطقة القصيم التي يوجد بها ستة ملايين نخلة حسب التقديرات الرسمية. الاجتماع الذي دعت له لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم واستضافه علي الفايزي أحد المستثمرين في مجال التمور خصص لمناقشة إصابات المزارع بالسوسة الحمراء. شارك في الاجتماع ما يزيد على خمسين مزارعا ومستثمرا ومتخصصا، وتوحدت المطالب خلال اللقاء بضرورة مخاطبة الجهات العليا لإنقاذ مزارع القصيم من السوسة الحمراء. وقال ل«عكاظ»رئيس جمعية منتجي التمور بالقصيم عبدالله العياف إن تجاوز عدد المزارع المصابة للرقم 240 نذير مخيف، استدعى أن نتحرك سريعا لإيصال المشكلة وهذا ما تم، حيث قابلنا سمو أمير المنطقة الذي وجه مباشرة بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الإمارة المساعد وعضوية مدير شرطة القصيم ومدير الزراعة ومدير أمن الطرق والغرفة التجارية، وعقدنا الاجتماع الأولي لوضع أسس العمل والتوصيات لرفعها لسمو الأمير. وأضاف العياف «اجتماعنا مع المزارعين الهدف منه أن يعمل كل مزارع ومستثمر بنفسه مباشرة، وأن لا ينتظر أن تمتد السوسة، والإبلاغ عن أي حالة عاجلا، وأن يبلغ مجاوري المزرعة المصابة للوقاية، وكذلك إجبار المزارع أن تنظف وتعد لاستقبال فرق البحث، لأن انتشار السوسة الحمراء سريع ويحتاج إلى تعامل سريع». ودعا لمعاقبة أي مزارع أو مستثمر لا يستجيب للخطوات العاجلة في أسلوب الوقاية والعمل على الإتلاف المباشر، بإيقاف جميع معاملاته لأن مصلحة المنتج والمنطقة أهم. من جانبه، قال رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم سلطان الثنيان «لقد سجلنا ما يصل إلى 246 مزرعة مصابة حتى الآن، رغم أنه لم تكن هناك إصابات تذكر قبل عامين»، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة من وزارة الزراعة لا تتوافق مع انتشار الآفة، مطالبين ببذل جهود أكبر وفق الإمكانات، حيث للوزارة جهود كبيرة في الحد من انتشار الآفة في منطقة الأحساء، ونريد أن تكون جهودها على الأرض بمنطقة القصيم. وقال «خرجنا من الاجتماع بعدة أفكار من بينها تكوين تكتل من المزارعين للعمل على محاصرة المشكلة». من جانبه، اعترف المهندس محمد اليوسف مدير الزراعة بمنطقة القصيم بوجود الآفة. وقال «الآن نحصر الأرقام ونتابع ميدانيا المشكلة أولا بأول ونتعامل بالإزالة المباشرة مع النخيل المصابة، ولم نجد ممانعة في ذلك من المزارعين»، مشيرا إلى أنهم يعملون وفق الإمكانات ولديهم تنسيق مع الإمارة والوزارة لتطوير هذه الإمكانات.