يرتدي العرسان في ليالي الزفاف «البشت» وهو اسم يطلق على العباءة التي تكون فوق الثياب، وبات هذا الزي ملازما للشباب في الأفراح، ليميزهم عن الآخرين، فضلا عن الهيبة والوقار اللذين يضيفهما على مردتيه، وللعرسان مع البشوت قصص طويلة، فمنهم من يفضل أن يشتريه ليحتفظ به كذكرى لليلة العمر، وآخرون يستعيرون «المشالح» الفخمة والغالية، ليظهروا أمام المدعوين في أجمل صورة، ومن ثم يعيدونها بعد انقضاء ليلة الفرح. وتتعدد ألوان البشوت وفقا للمناسبة، لكن الغالبية يفضلون ارتداء ذي اللون السكري «البيج» لهدوئه، إضافة إلى أنه يمنح العريس منظرا جميلا ليلة زواجه. ويعد البشت الأحسائي الأغلى لجودة صناعته إضافة إلى الأدوات النفيسة التي تدخل في حياكته، إذ يرتفع ثمن «الرزي» وهي عبارة عن خيوط تطرز بها البشوت وتستورد من ألمانيا وفرنسا، ويصل سعر الكيلو الواحد منها إلى أكثر من تسعة آلاف ريال وفقا للتجار، لذا يفضل رجال الأعمال شراءه، في حين يعزف عنه العرسان لارتفاع ثمنه، فضلا عن أنهم لن يستفيدوا منه سوى ليلة واحد، لذا يقبلون على شراء ما تنتجه المصانع السورية أو الإماراتية الرخيصة وذات الجودة الأقل. وتنقسم صناعة البشت أو «المشلح» إلى قسمين، الصيفية وهي ذات غزل ناعم الملمس وعادة ما يكون غالي الثمن لطول فترة حياكته وخيوطه الجيدة، أما البشت الشتوي فهو من الخيوط الخشنة كالوبر ولا تكون عادة بنفس الدقة المطلوبة من البشوت الصيفية الناعمة وأشهرها «العباءة البرقة» وعادة ما تكون باللون الأبيض أو الأسود، وكذلك «البشت الدربوية» ويمتاز بالزري العريض على جوانبه وغالبا ما يلبسه العريس. كما يصنع البشت عادة من وبر الإبل وصوف الماعز، حيث يتم غزل هذه المادة ثم يصنع منها القماش الذي يكون جاهزا لاستخدامه كبشت. ويعود أصل كلمة «بشت» إلى اللغة الفارسية، واستخدمت في الخليج والعراق على نطاق واسع جدا، وأصبحت محل الكلمة العربية الفصحى وهي «العباءة»، في حين يسمى في الحجاز والشام ب«المشلح».