من العادات والتقاليد التي تتميز بها دول الخليج خاصة والدول العربية عامة ارتداء "البشت" الذي يُعد من الأزياء التقليدية التي تُلبس في معظم الأوقات، غير انه اقتصر في الوقت الحالي على المناسبات والمحافل الرسمية مثل العرس والعيد وغيرهما فهو لباس عربي يرمز للوجاهة ويُكسب صاحبة الهيبة. عبدالله الرصاصي من أهالي الأحساء، يعمل في صناعة البشوت منذ خمسين عاما وأخذ المهنة من أبيه عن جدّه. يقوم الرصاصي في القرية التراثية في صيف ارامكو السعودية بمدينة الظهران بصناعة البشوت أمام زائري القرية، كما يقدم معلومات عن موطن صناعة البشوت بالمملكة وعن أنواعها وأسعارها والمناسبات الاجتماعية التي تحتاج لهذا الزي الرسمي والتقليدي في نفس الوقت. ويؤكد الرصاصي أن الأحساء هي الموطن الأساسي لصناعة البشوت في السعودية ومن أشهرها البشت الحساوي؛ وهو من أجود أنواع البشوت ويوجد بأحجام وألوان فاخرة متعددة ويمتاز بارتفاع الطلب عليه، حيث برع الأحسائيون في صناعة المشالح يدويا منذ العصر الأول لظهور الإسلام، ونشروا هذه الحرفة خلال أحقاب متفرقة من التاريخ، إضافة إلى تصديرهم البشوت إلى عدد من المناطق السعودية والدول المجاورة خصوصا إلى دول الخليج العربية وسوريا والعراق. ويُرجع السبب في شهرة البشت الحساوي، إلى جودته وحياكته بطريقة يدوية تقليدية بدءا من غزل الخيوط وصناعة القماش، ثم عملية التطريز الذي يعرف باسم الزري، ويعني خيوطاً من الحرير الأصفر اللامع، ويجلب من خارج المنطقة، ومن أشهر أنواعها الذهبي وهو عبارة عن خيوط ذهبية تستورد من فرنسا وألمانيا والهند، والفضي وهو عبارة عن خيوط فضية مستوردة، إضافة إلى وجود خيوط تعرف باسم بريسم، وهي خيوط حريرية توضع على البشوت. ويصنع الزري حاليا في بعض البشوت عن طريق الكومبيوتر الذي يطلق عليه بشت الكومبيوتر أو زري الكومبيوتر، حيث يقوم الجهاز بالخياطة تلقائيا، فيما يوجد أنواع رديئة من خيوط الزري المذهبة والفضية لان لونه يتغير مع الوقت. وأشهر أنواع البشوت الحساوية المصنوعة هي البدراني والنجفي والكيلاني والوبر التين والسدونية والبهبان. وتتفاوت أسعار البشوت التي يصنعها عبدالله الرصاصي وتتراوح مابين 3500 و6000 ريال. ويحدد الرصاصي وقت صناعة البشت يدويا بين 10 إلى 15 يوما للمشلح الواحد، بيد أن الآلة النسيجية الحديثة مع تطور التكنولوجيا دخلت في صناعته، لتنتج عشرات البشوت يوميا، غير أنه ما زال كثير من الشخصيات المعروفة تفضل صناعته يدويا، بأنامل تجيد وتخبر حرفيته الدقيقة، التي تتحدى الآلة الحديثة في رسم ووقز وتطريز البشوت بصورة أكثر جمالية وجودة عالية. ويصنف الرصاصي البشوت الى صيفية ذات غزل ناعم الملمس وعادة ما تكون غالية الثمن لطول فترة حياكتها وخيوطها الجيدة، وشتوية تصنع من الخيوط الخشنة كالوبر ولا تكون عادة بنفس الدقّة المطلوبة في البشوت الصيفية الناعمة وأشهرها العباءة البرقة وعادة ما تكون باللون الأبيض أو الأسود، وكذلك البشت الدربوية ويمتاز بالزري العريض على جوانبه وغالبا ما يلبسه العريس. ويضيف أن هناك عدة أنواع من الأقمشة التي سميت بأسماء الدول التي تصدرها، منها القماش الياباني الذي يتميز بجودته الحريرية، والقماش الكشميري واللندني والماريني ودشتي والنجفي والسوري والإماراتي. ويؤكد أن صناعة البشوت تحتاج إلى مهارة عالية وخفة يد وحرفية في التطريز تكتسب مع الوقت، مضيفا أن صناعة البشوت اليدوية بدأت تندثر في الأحساء لدخول الآلة الحديثة في صناعة البشوت واستيراد البشوت من سوريا والإمارات بأسعار زهيدة. ويحرص زوّار ركن صناعة البشوت بالقرية التراثية في برنامج أرامكو الصيفي الثقافي بالظهران على التقاط صورا تذكارية وهم يرتدون البشت مع العم صالح الرصاصي. الرصاصي يحيك البشوت خلال مهرجان أرامكو بالظهران (عدسة: زكريا العليوي)