شهدت محال بيع المشالح في العاصمة المقدسة إقبالا كبيرا من قبل الزوار والمعتمرين والشباب المقبلين على الزواج، مع بداية الإجازة الصيفية والتي تعد موسما لرواج المشالح بسبب كثرة الزواجات التي رفعت أسعارها إلى ما يزيد على 3 آلاف ريال. وأكد مستثمر في بيع المشالح التاجر صالح عبدالرحمن المقحم، أن نسبة مبيعات المشالح ارتفعت هذا العام بنسبة 50% مع بداية موسم الصيف، لافتا إلى أن أسعار المشالح تختلف بحسب الجودة وخامة القماش فتبدأ من 80 ريالا وما فوق ومعظم مقتنيها من الزوار والمعتمرين، في حين أن المشالح التي تبدأ أسعارها من 1500 ريال وتصل قيمتها إلى 3 آلاف ريال، يقتنيها الشباب المقبلون على الزواج وذويهم أو رجال الأعمال أو بعض المعتمرين كهدايا، ويشير المقحم إلى أنه يعمل في تجارة المشالح منذ 50 عاما، لافتا إلى أن اختلاف أسعار المشالح يعود لاختلاف خامة القماش والزري الذي يضفي رونقا ولمعانا ويكون من الخيوط الذهبية أو الخيوط الفضية التي توضع في الأطراف العليا للمشلح، والذي غالبا ما يكون بخيوط ألمانية مستوردة من الخارج، ولفت إلى أن المشالح اليدوية والتي تستغرق 15 يوما في تطريزها تكون أغلى ثمنا بنسبة 40% من المشالح التي تطرز آليا بالكمبيوتر، على الرغم من أنها تحاكي اليدوي ولا تختلف كثيرا عن اليدوية الصنع، مبينا أن أسعار المشالح المطرزة آليا تتراوح أسعارها ما بين 1500-2000 ريال، وأوضح أن خامة القماش المستخدمة في صناعة المشالح تصنف المشالح إلى صيفي وشتوي، ويختلف قماش المشلح الصيفي بخفة وزنه ورقة قماشه ويفضله أهالي المنطقة الغربية والشرقية، أما الشتوي فثقيل ويصنع من الوبر ليكون أكثر دفئا ويفضله أهالي منطقة الرياض والمنطقة الجنوبية والشمالية. ووفقا للمقحم يزيد حجم استثمار المشالح في السعودية على 100مليون ريال، كون المشلح يعد اللبس الرسمي للزي السعودي، وغالبية الزبائن من الزوار والمعتمرين من دول الخليج وبعض الدول العربية، غير أن بعض الشباب المقبلين على الزواج يفضلون استئجار المشلح ليلة الزفاف بقيمة تتراوح ما بين 100-200 ريال بحسب نوع المشلح، وذلك من وجهة اقتصادية بحتة كونه بالنسبة لهم لا يلبس إلا لمرة واحدة، وأن اللون الأسود والزري الذهبي أوالفضي الأكثر طلبا يليه اللون الأبيض البيج والزري الذهبي أو الفضي، ثم اللون البني والرمادي، وبدورنا نقوم مجددا بغسل المشالح المؤجرة يدويا وتبخيرها وإبعادها عن الأماكن الرطبة لإعادة استخدامها من قبل مستأجر آخر. في السياق ذاته قال مدير مبيعات أحد محال بيع المستلزمات الرجالية محب يوسف إن المقبلين على الزواج يتبعون الموضة فكثير من الشباب المقبلين على الزواج في الوقت الحالي استبدلوا المشالح بالدقل، كونها أيسر لهم من ناحية السعر وفي طريقة اللبس، مؤكدا أن سوق المشالح له زبائنه الدائمين على مدار العام ويزيد في المواسم، وأن أجود أنواع المشالح الوطنية "الحساوية"، لافتا إلى أن أسعار المشالح قد تصل إلى 6 أو7 ألاف ريال بحسب خيوط القصب المذهبة، التي تستخدم في الزري، فيما حذر يوسف من طرق الغش التجاري في المشالح التي يسلكها بعض الباعة، كالتلاعب في نوعية الأقمشة والزري، والخلط بين المشالح اليدوية والآلية التطريز، التي لا يكتشفها إلا ذوو الخبرة في مجال المشالح.