تلعب عبارة « زائد واحد» دورها السحري في رسم هوية مجلس غرفة مكةالمكرمة المقبل بكل تفاصيل المشهد، حيث تبث روح العمل في الدورة التاسعة عشرة التي تعطلت منذ 15 يوما بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس منذ تشكيله في منتصف شهر جمادى الآخرة بقرار وزير التجارة لاسيما في فشل اللقاء الأول الذي دعت إليه أمانة غرفة مكة الثلاثاء قبل الماضي. هذه العبارة والتي يتعارف عليها قانونا وعرفا أن المجلس يملك صلاحية تحديد أي قرار وخصوصا القرارات المصيرية في حالة اكتمال نصابه بما عرف ب «تسعة زائد واحد» أي حضور 10 أعضاء من أصل 18 عضوا ما بين منتخبين ومعينين، وهذا ما قد يحسم خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة . ويبعث وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة غدا السبت بممثل عن وزارته في الاجتماع الحاسم الذي يعقده مجلس غرفة مكة الجديد لتوزيع حقائب المناصب والمهام بين أعضاء الدورة التاسعة عشرة من عمر الغرفة، وسط تكهنات بحدوث مفارقات قد تربك سير الغرفة في المرحلة المقبلة. ويتولى ممثل وزارة التجارة والصناعة، بحضور أمين غرفة مكةالمكرمة إدارة اللقاء الحاسم والمرتقب من عشرة أيام ماضية؛ وذلك لتعيين رئيس للغرفة، ونائبين وممثل له في مجلس الغرف التجارية، حيث يجمع الممثل الذي لم يعلن أسمه حتى اللحظة، أعضاء المجلس على طاولة واحدة، ويطرح لهم فرصة تسمية الرئيس والنائبين بالاقتراع؛ وذلك في حالة اكتمال النصاب القانوني للمجلس المحدد بتسعة زائد واحد فما فوق، وهو ما يعني زيادة عضو واحد عن نصف عدد المجلس الكلي المكون من 18 . ويأتي اجتماع مجلس الإدارة كثاني اجتماع في الدورة ال19 لتحديد الرئيس ونائبيه وممثل مجلس الغرف؛ وذلك من بين 12 عضوا، وصلوا عن طريق الانتخابات، وستة أعضاء عينهم وزير التجارة أخيرا، حيث أعلن تشكيل مجلس إدارة غرفة مكة لمدة أربع سنوات، اعتبارا من 15 جمادى الآخرة الجاري، وتضمن القرار تعيين طلال مرزا، رئيس مجلس إدارة غرفة مكة السابق في عضوية المجلس الجديد بعد تعثر دخوله من خلال بوابة الانتخابات، كما تضمن القرار أيضا تعيين الدكتور مازن تونسي، وإيهاب مشاط، وماهر جمال، وأحمد سندي، وحسن كنسارة، أعضاء في مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في مكةالمكرمة. وصادق القرار على من فازوا في انتخابات الغرفة أخيرا، وهم من فئة التجار: زياد فارسي، وسعد القرشي، ومروان شعبان، وعبد المعطي كعكي، وأنس القرشي، وهشام كعكي. وعن فئة الصناع: سعود الصاعدي، وعادل كعكي، ومحمد القرشي، وفؤاد محفوظ، وهشام السيد، وعمر باوزير. مراقبون ذهبوا صوب أن الاجتماع قد لا ينعقد حيث يحرص أعضاء في طرف دون آخر على عدم انعقاد المجلس في صورته القانونية لحين الاتفاق على توزيع المناصب والمهام وفق رؤية خاصة فيما يرى آخرون أن المجلس سيكون فاعلا مهما كانت تشكيلات توزيع المهام فيه لاسيما في ظل تسريبات أن ثمة نية للبعض بتقديم استقالات في حالة عدم وصول كتلته لنصف المناصب في الغرفة، لاسيما وأن كل كتلة من الكتلتين سمت الرئيس ونائبيه لكن الخوف من الانقلابات المفاجئة التي قد تغير مسار تخطيط كل كتلة . «عكاظ» علمت من مصادر مطلعة أن تحركات سرية شهدتها الأيام الماضية كانت تدفع صوب خطف رئاسة المجلس، ومنصبي النواب فيه، لكن لم يكتب لها النجاح لعدة أطراف وصل بعضها للقاء وزير التجارة والصناعة شخصيا للمفاوضة حول هذه المناصب، لكن الوزير ترك الباب مفتوحا أمام إرادة المجلس المنعقد داخل أروقة الغرفة، وفضل عدم الدخول مجددا في تشكيل هوية الغرفة لاسيما بعد قراره الأخير في التعيين الذي حرك حفيظة بعض تجار وصناع مكةالمكرمة.