تسطع نفحات الروحانية على مدار الساعة في ساحات الحرم النبوي الشريف، والذي يشهد يوميا حضور المصلين والزوار في كافة أوقات الصلوات، وكثيرا ما يشاهد المصلون والزوار بعض الأطفال القادمين مع أسرهم إلى الصلاة في المسجد النبوي الشريف يمارسون الكثير من الأمور الخطرة في غفلة من أعين والديهم، إذ تجدهم يتسلقون جدران مصليات النساء أو ملاحقة سيارات السقيا إلى اعتلاء سيارات التنظيف وعلى مشهد من العمالة في الحرم النبوي والذي من المفترض منعهم من ذلك وعدم السماح لهم بالاقتراب من أي شيء فيه ضرر لهم، فالأطفال فضلا على أنهم بهذه التصرفات يشوشون على المصلين. وأجمع عدد من المصلين في الحرم النبوي الشريف أن الأطفال يتخذون من كل شيء غريب موضع للتسلية والترفيه، مستبعدين خطورته عليهم، وأن على الأسر التي تأتي برفقة أبنائها الصغار ضرورة مراقبتهم ومنعهم من تسلق جدران مصليات النساء أو تسبب الإزعاج للمصلين. «عكاظ» جالت في ساحات الحرم النبوي وسجلت مشاهدات خطرة على الأطفال في غياب المنع والرقابة عليهم. تقول سهى العربي «أجتمع مع جارتي ورفيقاتي في الحرم كل اثنين وخميس ويلفت انتباهنا كثرة الأطفال دون رقابة وأغلبهم من المقيمين ولا يفهم بعضهم العربية مهما حاولنا نهيهم عن إضرار أنفسهم من جراء تسلق السلالم الحديدية المخصصة للمظلات أو البرادات الموضوعة للشرب». خطورة طفولية وقالت سميرة المحمدي «إن وضع الأطفال بدون رقابة من والديهم يودي بهم للخطر وكذلك على موظفي الحرم الرقابة وأن يمنعوا الأطفال وغيرهم من الاقتراب من منشآت الحرم، فهم أطفال ولا يعون حجم الخطورة التي ستحصل لهم من إقدامهم عليها بفرح وسعادة، وأذكر أنني دهشت من مقيمة عربية جاءت بأولادها لساحة النساء وبيدها مصحف وكانت تأمر ابنتها التي رأتها بأم عينها تتسلق عربة السجاد الموضوعة في قسم النساء والتي تعلو بشكل مخيف عن الأرض وتقول لها (خذي أخيك ليلعب معك)». من جهتها، انتقدت ناهد الحربي عمال التنظيف والمراقبين، فالبعض منهم يرى الأطفال ولا يزجرونهم ويمنعونهم من الوصول إلى تلك الأماكن الخطرة ويتركونهم يسرحون ويمرحون بها، فلو أن الأطفال منعوا من الاقتراب بأي وسيلة كانت لما تجرأوا على القرب منها بوجود الموظفين في الحرم، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. وتقول أم أحمد زائرة للمسجد النبوي من الأردن «نحن نأتي بدون أولادنا لأنهم في بلدنا ولكن هناك من يأتي بأولاده كل يوم ولا يعلمونهم الصح من الخطأ في أطهر البقاع، فالأطفال أحباب الله وأمانة غالية لا يعرفها إلا من حرم منها فلماذا يتركونهم يواجهون الأخطار دون رقابة؟ أو لماذا يجلبونهم إن لم يريدوا رعايتهم؟ فهم لا يعرفون مصلحة أنفسهم أولا وأخيرا». وفي موازاة ذلك، أوضح عبدالواحد بن مقبل الحطاب مدير العلاقات العامة والإعلام في وكالة المسجد النبوي أن هذا العمل من الأطفال لا يشترك فيه العاملون في المسجد النبوي وإنما عملهم يتركز بشكل كبير في التوجيه والإرشاد ومنع أي تشويش في داخل المسجد النبوي أو في ساحاته. سلوكيات خاطئة وأضاف بقوله «ساحات المسجد النبوي الشريف يفد لها مقيمون وزوار وبعض المقيمين هداهم الله يأتون بأطفالهم ويتركونهم ولا يوجهونهم قبل وصولهم إلى المسجد النبوي بالالتزام بالهدوء والدخول في الصلاة والعبادة، وإنما يطلقون لهم العنان يلعبون كيفما يشاؤون، فالمراقبون سواء من إدارة الساحات أو مراقبي الهيئة يمنعون مثل هذه التصرفات ولا يسمحون بها، ولكن لا بد من وجود مثل هذه الأشياء، فالطفل أحيانا يكون واقفا بهدوء وفي لحظات نجد أنه قد تسلق الجدار وقفز إلى داخل مصلى النساء أو إلى داخل الأقسام أو إلى الساحات، لافتا إلى أن مثل هذه التصرفات لا يتم تجاهلها من قبل العاملين في الحرم النبوي الشريف». وكشف الحطاب أن المراقبين في الحرم النبوي الشريف مستمرون في العمل في ساحات المسجد النبوي، كذلك البوابون الموجودون يعملون لمنع مثل هذه السلوكيات الخاطئة «ودائما نوجه أولياء أمورهم بمراقبتهم طالما أن الظروف تجبرهم باصطحابهم للمسجد وأن لا يتركوهم يسرحون ويمرحون بدون مراقبة منهم فهم من يقع عليهم اللوم، فلو تم التعاون بين أولياء أمور الأطفال وأطفالهم لما حصلت تلك التجاوزات ولا قاموا بالتشويش على المصلين الآخرين الذين يأتون بدون أطفال». أقسام خاصة الأقسام الداخلية للنساء فيها أقسام خاصة لمن لديهم أطفال صغار لأن هؤلاء هم المسموح لهم بالدخول إلى أقسام النساء، وأما الفتيان فيذهبون مع آبائهم لأقسام الرجال، ولا يصح تعلية السور خاصة أن الأسوار منفذة ومشيدة بشكل هندسي مناسب للساحات.