في ظل المهلة التي حددت بثلاثة أشهر لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة، تحولت إدارة جوازات العاصمة المقدسة إلى خلية نحل يسابق فيها أصحاب العمل الزمن لإنهاء معاملات تصحيح أوضاع عمالتهم وتجديد إقامات البعض ممن عانوا كثيرا في النطاق الأحمر. ويقود هذا السباق اليومي «كتاب المعاريض» الذين يقبعون أمام المبنى مشمرين عن سواعدهم من أجل خدمة المراجع مقابل رسوم معينة، حيث كل استمارات ووثائق تخليص المعاملات في حوزتهم، إذ يتولون كتابة الطلبات وتعبئة الاستمارات وسداد الرسوم عبر الهاتف المصرفي أو الشبكة العنكبوتية، متسلحين بآلات كاتبة وأجهزة كمبيوتر محمولة وآلات تصوير، بعدما نصبوا أكشاكهم على قارعة الطريق، ورفضوا الدخول ضمن مشروع الأمانة التي خصصت لهم أماكن تنظم تواجدهم، لأسباب صعوبة دفع رسوم التأجير التي تقتطع منهم لتسديد الكهرباء وخدمات الصيانة. وقد تمكنوا من البقاء رغم ما يشكلونه من عشوائية تشوه المنظر العام، وتتسبب في عرقلة حركة السير في المنطقة التي تعد الأكثر ازدحاما، لوجود عدد من الإدارات الحكومية، والأسواق التجارية المجاورة لمبنى الجوازات. واعتبر عدد من المراجعين أن كتاب المعاريض يسهمون في التخفيف على المواطنين والمقيمين، حيث قال محمد الهذلي إن ما يحدث من عشوائية أمام مبنى إدارة الجوازات من وقوف خاطئ وزحام للسيارات، ناجم عن عدم توفر مواقف للسيارات وضيق في المنطقة التي تعتبر من أقدم المناطق في مكةالمكرمة، وتكتظ بالإدارات الحكومية والأسواق وتقع على طريق يربط غرب مكةالمكرمة بشمالها، مؤكدا أنه لا بد من نقل مبنى الإدارة إلى منطقة أقل كثافة سكانية وتتوفر فيها مساحات تستوعب سيارات المراجعين. عمل منظم من جانبه دعا سلمان البقيلي إلى ضرورة تنظيم عمل «كتاب المعاريض» بما يضمن استمراريتهم، كون أعمالهم هذه تعد مصدر دخلهم الوحيد، ومعظمهم من الشباب الطموح الذين بحثوا عن الرزق الحلال بالعمل والاعتماد على النفس، وأصبحوا منتجين ولم ينتظروا الوظيفة. وأضاف «يجب أن ندعم هذا التوجه شرط أن تكون ضمن عمل منظم لا تشوبه العشوائية». «عكاظ» قصدت إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة ورصدت بالصورة دخول المراجعين إلى الصالة وإنجاز خدماتهم، ولوحظ وجود ضغط رهيب في تجديد الإقامة التي تعد أحد أكثر العمليات تأخيرا لوجود ما بين 2 إلى 3 موظفين يخدمون يوميا ما يقارب 400 مراجع، الأمر الذي يتطلب زيادة عدد الموظفين. وقال سامي الزهراني إن تجديد الإقامة عن طريق صاحب العمل يتطلب الجلوس ما يقارب الساعة لإنهاء المعاملة في ظل قلة الموظفين في هذا القسم، مشيرا إلى أن عدد الموظفين لا يتجاوز الثلاثة يخدمون أكثر من 400 مراجع يوميا ما يشكل عليهم ضغطا كبيرا، مشيرا إلى أنهم يحتاجون لدعم عدد أكبر خصوصا في هذه الفترة التي تعتبر فترة تصحيح أوضاع. وأضاف أن الوضع مختلف في قسم الخروج والعودة الذي يعد أكثر إنجازا لعدم وجود ضغط كبير وعدد الموظفين الموجودين فيه يتلاءم مع عدد المراجعين. أما تجديد أو استخراج جواز السفر فهو محدد ب30 دقيقة، حيث يبلغ الموظف المراجع بالانتظار هذا الوقت لإنجاز المعاملة، إذ يعتبره البعض وقت طويلا بينما البعض الآخر يجدونه مناسبا لإنهاء معاملة تجديد الجواز. وكذلك هناك إقبال على خدمة (أبشر) التي يجري التسجيل بها حاليا لتمكين المراجعين من عمل تأشيرة الخروج النهائي للعمالة المنزلية عبر موقع الانترنت دون الحاجة إلى التواجد في إدارة الجوازات لإنجازها، إذ ليس على صاحب العمل سوى التسجيل في البرنامج فقط. وأوضح وليد العمري أنه في السابق كان إنجاز المعاملات سريعا في غياب ضغط المراجعين، ولكنهم الآن أصبحوا ينتظرون عدة ساعات لإنهاء معاملاتهم، علما أن انتظارهم في السابق لم يكن يتجاوز ربع الساعة. ارتياح المراجعين «عكاظ» رصدت كثافة مراجعين في صالة الاستقبال، حيث إن المراجع يمنح رقما يبين عدد المراجعين أمامه ووقت دخوله ورقم الشباك الذي يقصده لإتمام معاملته، وقد أثارت هذه الخدمة ارتياح المراجعين، إلا أنها خلال الأشهر الستة الأخيرة بينت حجم الضغط الكبير على الإدارة حيث كان المراجع في السابق ينهي معاملته في غضون 10 دقائق، إلا أن الوضع حاليا تغير إذ يصل الانتظار إلى 40 دقيقة وأكثر لإتمام المعاملة.