وقفت «عكاظ» في جولتها أمس على جملة من التناقضات في محيط إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة، الذي يشهد أكبر نسبة مراجعين على مستوى الإدارات في مكةالمكرمة، ما دفع ب«كتاب المعاريض» إلى مجاورة مبنى الجوازات في سبيل تسهيل الإجراءات التي قد يصعب على المواطنين تجاوزها. ويشمر «كتاب المعاريض» عن سواعدهم من أجل خدمة المراجع مقابل رسوم الخدمة، وكل استمارات ووثائق تخليص المعاملات في حوزتهم، ويتولى كل شاب منهم كتابة الطلبات وتعبئة الاستمارات وسداد الرسوم عبر الهاتف المصرفي أو الشبكة العنكبوتية، متسلحين بآلات كاتبة وأجهزة كمبيوتر «محمولة» وآلات تصوير، بعد أن نصبوا أكشاكهم على قارعة الطريق، ورفضوا الدخول ضمن مشروع الأمانة، التي خصصت لهم أماكن تنظم تواجدهم، وجاء رفضهم القاطع لأسباب صعوبة دفع رسوم التأجير التي تقتطع منهم لتسديد الكهرباء وخدمات الصيانة، وتمكنوا من البقاء رغم ما يشكلونه من عشوائية تشوه المنظر العام، وتتسبب في عرقلة حركة السير في المنطقة التي تعد الأكثر ازدحاما لوجود عدد من الإدارات الحكومية، والأسواق التجارية المجاورة لمبنى الجوازات. في حين اعتبر عدد من المراجعين أن «كتاب المعاريض» يسهمون في التخفيف على المواطنين والمقيمين. وذكر محمد المالكي أن ما يحدث من عشوائية أمام مبنى إدارة الجوازات من وقوف خاطئ وزحام للسيارات، ناجم عن عدم توفر مواقف للسيارات وضيق في المنطقة التي تعتبر من أقدم المناطق في مكةالمكرمة، وتكتظ بالإدارات الحكومية والأسواق وتقع على طريق يربط غرب مكة بشمالها، ولا بد من نقل مبنى إدارة المرور في منطقة أقل كثافة سكانية وتتوفر فيها مساحات تستوعب سيارات المراجعين، في حين دعا سلمان البقيلي إلى ضرورة تنظيم عمل «كتاب المعاريض» بما يضمن استمراريتهم، كون أعمالهم هذه تعد مصدر دخلهم الوحيد، ومعظمهم من الشباب الطموح الذين بحثوا عن الرزق الحلال بالعمل والاعتماد على النفس، وأصبحوا منتجين ولم ينتظروا الوظيفة ويجب أن ندعم هذا التوجه بشرط أن تكون ضمن عمل منظم لا تشوبه العشوائية. من جهتها، رصدت «عكاظ» في أروقة إدارة الجوازات نبض العمل الذي بدأ في داخل الإدارة أكثر تنظيما من الخارج الذي اتسم بالعشوائية، ويتولى الموظفون في الجوازات خدمة قرابة 45 ألف مراجع شهريا. وأوضح العقيد عبدالله الثبيتي مدير جوازات العاصمة المقدسة ل«عكاظ» أن الإدارة تتولى خدمة قرابة 1500 مراجع يوميا، من خلال عمليات تجديد الإقامات، وتأشيرات الخروج و العودة، ونقل الكفالة والزيارة وتحديث المعلومات. وأضاف «فور دخول المراجع لإدارة الجوازات يتم منحه كوبون يوضح عدد المراجعين، وعددهم في قوائم الانتظار بحيث تتيح له معرفة العدد الذي يتقدمه، وتم تحديد سقف زمني لخدمة المراجع لا يتجاوز 5 دقائق». ولفت إلى أن هناك صالتين يعمل فيها موظفون يتولون توزيع الأرقام على المراجعين، وقال «الصالة تستوعب قرابة 500 مراجع، إضافة إلى أن هناك أكثر من 36 موظفا موزعين للعمل في قسمين، الأول يختص بالتجديد والخروج والعودة وما يخص الشركات، والقسم الثاني يتولى خدمة الأفراد من خدمات ونقل معلومات». وأشار إلى أن الإدارة ومن باب الشفافية وضعت 9 شاشات تبين التعليمات وتوضح أرقام وموقع الكتروني لاستقبال شكوى المراجعين واستفساراتهم وملاحظاتهم، كاشفا عن تطبيق آلية تنظم عمل المعقبين حيث يتطلب إبراز بطاقات توضح أنهم تابعين لمكاتب الخدمات، حيث إن المعقب الذي لا يحمل البطاقة لا يمكن خدمته، وهناك قسم خاص بالنساء يتم تقديم الخدمات لهن بشكل مميز وفق الأنظمة المعمول بها.