يعتبر احترام العميل أحد مبادئ العمل في القطاع الخاص، حيث تقدم اللمسات التي تُشعر ذلك العميل بالرضا والارتياح، وهذا مايميز شركة دون الأخرى عبر تقديم اللمسات النهائية التي تقدمها للعميل. لدى كثير من الدوائر الحكومية، المراجع سواء كان مواطناً او أجنبياً، هو المرادف للعميل لكنه بكل اسف لايحتل الأولوية بالنسبة للإدارة الحكومية، حيث إن الموظف والمدير على حد سواء يشعران بأنهما يقدمان فضلاً للمراجع بدلاً من شعورهما بأن وجودهما سببه المراجع او العميل.. سأذكر مثالاً لذلك جوازات الرياض، مع شكري مقدماً لزميلي المعقب الذي اقترح علي إجراء تجديد جواز سفري بنفسي حتى أطلع بشكل عملي على ما يحدث في الجوازات، كمراجع وعميل. الفرق بين زيارتي قبل أيام وآخر زيارة سابقة كانت عشر سنوات تقريباً وأستطيع الجزم بانه لاشيء تطور في مجال خدمة المراجع لدى الجوازات، حتى وإن تغير شكل الزي الرسمي لموظف الجوازات، بل لاحظت هناك اتخاذ إجراءات إدارية دون اكتراث بالمواطن/ المراجع، مثل موضوع دفع رسوم الجوازات وحكرها على بنك أو بنوك بذاتها، وبيع الشيكات على الرصيف مقابل رسم إضافي للبائع، وكأن متخذ الإجراء أراد إراحة الموظف من قلق القضايا المالية المتعلقة بتحصيل الرسوم، على حساب راحة المراجع وكونه من الأسهل له أن يقوم بجميع الإجراءات داخل مبنى الجوازات..! مواقف الجوازات كما هي، لايوجد مواقف مريحة ملاصقة لمبنى الجوازات رغم مرور سنوات طويلة على إنشاء مبنى الجوازات، ونصيحتي لإدارة الجوازات وامانة مدينة الرياض هي الاستعانة بأحد طلاب كلية العمارة والتخطيط ولدي الثقة بأن طالب العمارة سيتمكن من تقديم الحلول التخطيطية والإنشائية للمنطقة المحيطة بإدارة الجوازات بما يخدم الجميع، وتحديداً بما يخدم المواطن/ المراجع الذي يضطر لمراجعة إدارة الجوازات في ظل درجة حرارة تصل الخمسين درجة... لا أدري هل هناك ما يمنع بقاء المراجعين داخل مبنى الجوازات أثناء الصلاة؟ هناك كتاب الجوازات ومراجعوهم من بائعي الملفات والشيكات واستمارات الجوازات يقضون يومهم في الشمس على طاولاتهم، في درجة حرارة مرتفعة ولو كان هناك اهتمام بالمراجع وأولئك الباحثين عن الرزق بجانب الجوازات لوضعت قاعة مكيفة بجانب المبنى الحالي لأن الهدف هو خدمة المراجع والبحث عن راحته اثناء المراجعة... طبعاً لن نسال السؤال المفترض، متى نرى الجوازات مجرد مبنى أنيق لموظفي الجوازات بينما المواطنون والمراجعون يقدمون طلباتهم عبر البريد والإنترنت وعبر مكاتب صغيرة للجوازات تقع في القطاعات الحكومية الكبرى... أكرر متى تدرك إدارتنا بأنها تعمل لخدمة المواطن وراحته؟