انتقدت طالبات جامعيات في المنطقة الشرقية ما أسمينه تدخل الأمهات في خياراتهن الدراسية وإجبارهن على اقتحام أقسام وكليات لا يرغبن فيها وذكرت ل(عكاظ) طالبات أن سلوكا مثل هذا يحدث اضطرابا وشرخا في شخصية البنات ما يترتب عليه اقتحام مجالات وأعمال لا يفضلنها وقد يؤدي الإخفاق فيها إلى الفشل الدراسي والمهني. وقالت الطالبة إيمان العبدلي «رغبتي في اختيار التخصص الذي يميل إليه قلبي أحددها بنفسي ولا أعتقد ان الوالدة ستقف أمام رغبتي فهي أحرص مني على مستقبلي وحياتي.. سأتجه الى التخصص الذي اخترته بكل ثقة مدعومة بدعواتها.. وسبق للوالدة ان أجبرت أختي الكبيرة في اختيار تخصص محدد ما أثر سلبا على مسيرتها الدراسية في الجامعة وعزوفها عن الدراسة بصورة نهائية». واتفقت نوف مع زميلتها خديجة (السنة الأخيرة بالمرحلة الثانوية) على الرأي الغالب بضرورة ترك الخيار للطالبة نفسها وذكرت أن بعض الطالبات تعثرن في الدراسة بسبب تدخلات أمهاتهن في اختيار التخصص ومن تخرجت ذهبت إلى وظيفة لم تكن ترغب فيها أصلا. الأخصائية الاجتماعية ابتسام المهنا ترى أن نجاح الطالبة في الدراسة الجامعية يتوقف على مدى توفيقها في اختيار التخصص المناسب الذي يتواءم مع ميولها ورغبتها وقدراتها، كما يرتبط ذلك ارتباطا مباشرا بنجاحها في حياتها العملية بعد التخرج. وأشارت المهنا إلى انه على العكس من ذلك فإن الفتاة التي تستسلم لرغبات الأهل أو استشارة الزميلات أو الصديقات ستواجه صعوبات كبيرة في مستقبلها العملي ولن تقوى على الانسجام وسيكون أداؤها روتينياً وضعيفاً خالياً من التميز والإبداع وتجدها دائماً تمارس العمل مجبرة والشواهد والأمثلة كثيرة في مواقع العمل المختلفة. وتنصح أم أسماء الطالبة باختيار التخصص الذي يتوافق مع رغبتها وميولها، كما نصحت الأمهات بعدم التدخل في التخصصات العملية لبناتهن. المعلمة حنان الخالدي ذكرت أنه بناء على رغبة المحيطين بها من أسرتها تخصصت في قسم لم تكن ترغب فيه، فما زالت تعاني صراعا داخليا بسبب عدم رغبتها في عملها الروتيني الممل، وتقول «لن أضع ابنتي في نفس الموقف الذي وقعت فيه لأني أعلم أنها سترمي اللوم علي مستقبلا، بل سأكون بجانبها لتشجيعها في اختيار ما يجعلها راضية في تحقيق حلمها وتخطيط مستقبلها الدراسي والعملي».