ينطلق الكثير من الشباب في ماراثون السيارات والمتمثلة في مجالات «الترهيم» والتفحيط وظاهرة الدرباوية وتحجير السيارات، غير أن الكثير من شباب المدينةالمنورة يبحثون عن نافذة للخروج من مصيدة التفحيط التي تستهوي الكثير منهم، خاصة أن سكان الأحياء الطرفية يشتكون من ضجيج المفحطين، ورغم جهود الجهات المختصة بضبط هذه الفئة، إلا أن ظاهرة التفحيط سرعان ما تستنسخ نفسها في عدة مواقع بالمدينة. ولأن التفحيط من السلوكيات المميتة فإن الاتحاد السعودي لرياضة السيارات بحث عن آلية لتذويب التفحيط وفتح آفاق آمنة للشباب تقيهم من المخاطر الناتجة عن التفحيط والاستخدامات غير المنطقية لقيادة السيارة وتتمثل هذه الآلية في رياضة السيارات وتنظيم مسابقات بطرق احترافية تبعد الشباب عن المخاطر التي ربما تحيق بهم. وأجمع عدد من شباب المدينةالمنورة أن شباب المملكة معروفون من خلال الإعلام بمهاراتهم العالية في قيادة السيارة، وأن ظاهرة التفحيط منتشرة بشكل كبير بينهم. ولأن التفحيط يمارس دون أدنى قواعد للسلامة فإنه يخلف وراءه العديد من الخسائر البشرية والمالية من إصابات ووفيات وخسائر مادية من تلف للممتلكات العامة والخاصة، خاصة أن المملكة تعتبر الدولة الشابة كون الشباب يمثلون 60% من سكانها، ولكن يبقى السؤال .. ما الحل البديل لهذه الظاهرة وهل هناك استثمار لطاقة الشباب بما يعود عليهم بالنفع، خاصة ان محبي هذه الظاهرة هم أكبر فئة من الشباب؟. «عكاظ» امتطت عربة الشفافية وتواصلت مع الأمين العام للاتحاد السعودي لرياضة السيارات أنور أحمد حلمي الذي أكد أن التفحيط سلوك غير نظامي ويعاقب عليه القانون وذلك حفاظا وحماية للشباب ولذلك فإن الاتحاد السعودي للسيارات يقوم باحتضان الشباب من عشاق هذه الرياضة لممارستها بشكل احترافي بمعايير عالية تضمن سلامة المتسابق وسلامة الجمهور، حيث ان الكثير من المفحطين دخلوا في مجال رياضة السيارات ووجدوا فرقا كبيرا حيث انها تحتاج إلى مهارة وتركيز وخبرة وقدرة وتناغم بين الفكر والتحليل والمركبة التي يقودها حيث انهم وجدوها أكثر صعوبة ولذلك قام الاتحاد باحتضان ودعم المنظمين للقيام بالفعاليات والمسابقات حيث انه لدينا لحد الآن حلبات للمسابقات وهي مفتوحة للشباب بشكل أسبوعي ليستطيع الشباب أن يتعلموا ويتدربوا وحتى يصلوا إلى المستوى الاحترافي والآمن لممارسة هذه الرياضة بشكل صحيح. وأضاف أن الاتحاد يقوم بدعم وتنظيم المسابقات من خلال التسهيل والتجهيز حيث أقمنا خلال هذا العام مسابقة بطولة دولية منها واحدة عقدت في المدينةالمنورة ويتأهل المتسابقون إلى المرحلة النهائية التي ستقام في جدة وتقدم الجوائز والمبالغ النقدية للفائزين بالسباقات. وعن الهدف الرئيس لمثل هذه السباقات قال: هدفنا الرئيس وهو تحويل التفحيط من ممارسة خطرة إلى ممارسة آمنة واحتراف حقيقي ويستمتع فيه الجمهور وفي نفس الوقت يكافأ كل متسابق بمكافآت نقدية تعود على المتسابقين بالنفع وذلك عوضا عن تعرضهم للخطر والمشاكل. ولا شك ان دور القطاع الخاص كبير جدا في دعم هذه الرياضة حيث يدخل ذلك ضمن المسؤولية الاجتماعية ونحن نشكل حلقة وصل بين القطاع الخاص والشباب لتنظيم الفعاليات والمسابقات، حيث نقوم بدعوة القطاع الخاص للمشاركة في دعم هذه الرياضة وذلك من خلال توفير المعدات وتجهيز السيارات وتجهيز الحلبات وأماكن ممارسة هذا الرياضة ولا شك ان الاستثمار في هذه الرياضة أصبح صناعة حيث تقوم شركات كبرى في الدول الأخرى برعاية هذه السباقات حيث تدر عليهم أرباحا كبيرة. وعن كيفية تسجيل الشباب بشكل رسمي للممارسة الهوايات غير القاتلة بالسيارات قال: قسمنا الشباب إلى قسمين القسم الأول هم أقل من 18 عاما وهؤلاء يمكنهم الاشتراك في سباقات الكار تينج وهي سباقات تبناها الأمير بندر الفيصل تحت مسمى سوبر لتعليم الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ليتعرفوا على سباقات السيارات بشكل مفصل ويمارسها وهي مجهزة لهذه الفئة العمرية من منظورها الصحيح حتى يتطوروا ويصبحوا مؤهلين بشكل تام ويستطيعون الدخول في السباقات الكبيرة المتخصصة ولدينا ولله الحمد 8 أسماء شابة قدموا استحقاقات على مستوى المملكة وهم ما زالوا أقل من 20 عاما وقد تأهل اثنان منهم للمشاركة في مسابقات دولية ونتوقع بإذن الله ان يحققوا مراكز متقدمة على مستوى العالم. والقسم الآخر هم أكثر من 18 عاما وذلك حتى نتأكد من اجتيازهم لكل الشروط اللازمة للمشاركة وذلك من خلال حضورهم للفعاليات وتسجيل كافة بياناتهم لأخذ عضوية لدى الاتحاد السعودي وذلك لكي يستطيعوا ممارسة هذه الهواية بشكل آمن. وفيما يتعلق بدور الإعلام في إبراز هواية مسابقة السيارات قال: لا شك أن القطاع الاعلامي له دور ومسؤولية كبيرة في ابراز هذه الهوايات وتعريفها للشباب والمجتمع بالشكل الصحيح، والشباب بحاجة إلى التفاتة ودعم من كل القطاعات المعنية لإعطاء الشباب الفرصة وأنا متأكد بل ومتيقن من أنهم سيثبتون جدارتهم. حلبات السباق اتحاد السيارات لا يبحث عن الإيرادات لأن هدفه الرئيس هو احتضان هؤلاء الشباب ومن هنا أنا أعلن ان المجال مفتوح لأي مؤسسة أو شركة تريد دعم هذه الفعاليات بالاستثمار في هذا المجال بأننا نعدهم بتقديم كل التسهيلات والترتيبات اللازمة لإقامة مثل هذه الفعاليات. وسنسعى للتوسع في هذه المسابقات من خلال تخصيص المزيد من الأماكن في كافة المناطق وإنشاء حلبات السباق.