لم تعد الكثير من الأسر تهتم بعادة تقديم الطعام للجيران وتبادل أطباق الأطعمة التي كانت تميز أهل المدينةالمنورة قديما، بعد أن اقتصر التواصل بين الجيران على تحيات المجاملة, الا أن قلة لم تغيرهم سبل العيش والحياة الجديدة عن جيرانهم واحتفاظهم بعاداتهم الجميلة التي ورثوها من أهلهم. وفي هذا السياق أوضحت نرجس عبدالحفيظ (معلمة) أن عادة تبادل اطباق الطعام مع الجيران تشكل لها ولغيرها من النساء عادة اجتماعية, تعكس مدى الترابط بين افراد المجتمع المديني، الا انها استدركت قائلة: لكن مع مرور الأيام أصبحت هذه العادة مندثرة بسبب ظروف الحياة, وإيقاعها السريع, الذي حد كثيرا من مظاهر الترابط بين الجيران. أما اريج عبدالله فقالت: كانت أمي ترسلني إلى جارتها المقيمة بجوار منزلنا، لتقدم لها طبقا مليئا بالطعام والحلويات والفاكهة، وعندما تستقبل مني الطبق تكون في قمة سعادتها، فتدعو لنا بأن يرزقنا الله من فضله. فيما وصفت ريم الحربي الحال بأن عادة تبادل الأطعمة مع الجيران أصبحت كالحلم، حيث لم يعد الجيران يكترثون لجيرانهم بسبب انتقال كثير منهم الى مساكن اخرى, ليست متلاصقة كما كان الحال قديما في المدينةالمنورة. إلى ذلك قالت الاخصائية الاجتماعية خلود الطيب: إن الاحتفاظ بعادات الأهل القديمة التي تربوا عليها وورثها جيل بعد جيل يعد تثمينا لمكانتها، وبالتالي هو تعزيز لأواصر المحبة والألفة بين افراد المجتمع.. كعادة إطعام الجيران التي تعد من أنبل وأجمل العادات. وتضيف: ليس من خلق الجارة أن تشم جارتها رائحة طعامها ولا تقوم بتقديم اليسير منه لها, فهذا السلوك كان من اسباب تواصل الجيران مع بعضهم البعض, الا ان ذلك اندثر مع الوقت واصبح من الذكريات.