تعد الجلسات التي تجمع كبار السن بالصغار خلال العيد فرصة ليطوف أبناء الجيل الجديد في سياحة حول «العيد زمان» والعادات التقاليد والقيم التي كان الناس يحرصون على التمسك بها لأنها تعبر عن هويتهم وإرثهم وحجر الزاوية في حياتهم. وقال عبدالله غازي: إن العيد في أيام صباهم كان أكثر متعة، والإحساس به كان عظيما، فلم تكن هناك مباهج كثيرة أو وسائل ترفيه حديثة كما يتوافر الآن. مشيرا إلى أنهم كانوا ينظمون مسابقات للجري بين الشباب في القرى، ويعقدون المحاورات الشعرية ويعدون ولائم العيد التي تحفل بالأكلات الشعبية القديمة ويشارك فيها أبناء الحي الواحد، وهي عادة توثق عرى العلاقات والمحبة بين الجيران «للأسف اختفى الكثير من تلك العادات الجميلة، فلم يعد الناس يلتقون إلا بعد الصلاة، وبعدها ينصرف كل لشأنه». وأضاف أنهم حاولوا إحياء عدد من التقاليد القديمة عن طريق إقامة مخيم كبير يجتمع فيه أهالي الحي ويحضرون بعض الأطباق التي تشتهر بها مناطقهم الأصلية، لذلك تجد تنوعا كبيرا من الأطعمة، ومنها الأرز والعريكة بنوعيها السمن والعسل، والمطازيز ونحوها من الأطباق. أما العم سعود القرشي، فلفت إلى أن دور الإيقاع السريع للحياة قضى على الكثير من الجماليات التي كان يحملها عيد الفطر في الماضي: «أصبح الناس يحبسون أنفسهم داخل بيوتهم لا يسألون عن قريب أو صديق». وأشار إلى أن المجتمعات قديما «كانت أكثر ترابطا والتصاقا، خاصة في الأحياء والحارات والقرى، فالناس تعرف بعضها ويتبادلون الزيارات ويتراحمون، لذلك كان العيد يمثل فرحة حقيقية». وزاد العم سرور هزاع محدثا من حوله من كبار السن والصغار عن أيام وليالي العيد، بأنهم كانوا يتابعون إعلان عيد الفطر المبارك عن طريق المذياع، حيث تطلق تكبيرات العيد، وبعد ذلك يتم الاستعداد لصلاة العيد وارتداء الملابس الجديدة ابتهاجا، ثم الذهاب للمسجد الحرام لأداء صلاة العيد «بعد انتهاء الصلاة نتبادل التهاني وينطلق الجميع، فالعوائل تجتمع عند كبيرها لتناول طعام الإفطار، ويتبادلون الزيارات للأهل والأصدقاء والجيران، لكن كل ذلك اختزل الآن في كبسة زر»، في إشارة إلى الهاتف الجوال