لا يمكن لأحد من أهالي المدينةالمنورة أن لا يعرف شارع قباء، فهو شريان رئيسي لطيبة ويعتبر أحد أهم الطرق الموصلة إلى المسجد النبوي، وذلك للمتوجهين إليه من مسجد قباء، وإضافة إلى ذلك فهو عالق في أذهانهم وأذهان الزوار كونه أكثر شوارع المدينة ازدحاما، حتى أن الكثيرين منهم باتوا يطلقون عليه اسم «شارع الزحمة». وقد أنشئ هذا الطريق منذ عهد قديم جدا، حيث كان يشتهر بوجود الأسواق الشعبية على جانبيه، عندما كانت المدينة أقل سكانا وأقل زواراً، إلا أنه مع التطور السكاني الكبير أصبح الشارع ضيقا ولا يتسع لحركة السكان والزوار، وما زاد من ضيقه قرار أمانة المدينةالمنورة القاضي بزيادة مساحة الأرصفة على حساب الشارع، معللة ذلك بكونه يخدم الزوار والمتسوقين، الأمر الذي تسبب في تضجر الأهالي من الزحام الدائم فيه. وأبدى طارق المحمدي انزعاجه الشديد من الزحام المستمر في الشارع بسبب ضيقه رغم أهميته الكبيرة. وأضاف: لا يمكنني وصف الفوضى المرورية والازدحام اللذان يحصلان في المواسم مثل رمضان حيث انني اقضي ما يقارب الساعة الكاملة في هذا الشارع رغم انه مثل هذه المسافات لا تأخذ مني أكثر من 5 دقائق في شوارع أخرى. وأكد أن هذه المنطقة بقيت على عهدها القديم التي لم تخطط أصلا لتتحمل هذا الكم الكبير من المرور. أما خالد الصيدلاني فقال إن شارع قباء ليس الوحيد على هذا الوضع، فهناك أيضا شارع العوالي الذي يشابه شارع قباء بكونه طريق رئيسي ومؤد إلى الحرم النبوي وهو يعاني نفس مشكلة قباء أي الاختناقات المرورية المتكررة والتي تسببت بها الأرصفة والتي يرى انها مبالغ في حجمها، مشيرا إلى أن المشكلة أن سكان العمائر المطلة على الشارع اتخذوها مواقف خاصة لهم وبالتالي فلا يوجد أماكن يوقف فيها المتسوقون سياراتهم، ما يجعلهم مضطرين للوقوف في وسط الشارع لقضاء حاجاتهم. وطالب بتكوين لجنة من الأمانة والمرور وهيئة التطوير للنظر في هذين الشارعين الحيوين عاجلا ووضع حلول سريعة للتخلص من هذا الزحام من خلال إضافة مخارج ومداخل كبيرة وبإضافة لوحات إرشادية. إلى ذلك أوضح مصدر في هيئة تطوير المدينةالمنورة أن العمل جار لتوسعة شارع قباء، مشيرا إلى أنه سيتم إزالة وهدم العمائر المهترءة المطلة على الشارع، موضحا أن ذلك يأتي ضمن مخطط كبير لتطوير شامل وكامل لمنطقة قباء وصولا إلى المنطقة المركزية. من جانبه أوضح العقيد عمر النزاوي المتحدث باسم المرور أن المرور يقوم بتوزيع أفراده على هذا الشارع وكل الشوارع المزدحمة في أوقات الذروة، مؤكدا أن المشكلة الرئيسية تقع في سائقي السيارات الذين يوقفونها وسط الشارع الذي يسبب ربكة مرورية كبيرة جدا، مشيرا إلى وجود خطة مرورية تنظيمية محكمة في أيام المواسم والاجازات يقوم بتنفيذها عدد كبير من أفراد المرور.