الأربعاء.. كانت جدة غير فعلا وقولا، مع مستهل عطلة منتصف العام وإجازات المدارس بعد نهاية الاختبارات، حيث استقبلت العروس عشرات الآلاف من الزوار والسياح والمصطافين وعشاق البحر ومحبي التسوق .. فتحت جدة في يوم العطلة صفحة جديدة مع زحامها وضجيجها واختناقاتها و(حفرياتها ) الجديدة والقديمة . جدة غير بالفعل والقول لأن أغلب سكانها يغادرونها الى مناطق اخرى لتستقبل مدينتهم أفواجا وضيوفا من مناطق ودول اخرى! الطقس معتدل، قريب من الشتاء والصيف ما يحفز قرابة مليوني زائر ومعتمر الى الاستمتاع بجو العروس الساحرة. وتشير الاحصاءات إلى انها الاكثر زيارة واكثرها حركة وسهرا وأكثرها شكوى. ما يؤرق بال السكان والزوار على حد سواء هو التلبك المروري والشوارع المزدحمة والمسارات البديلة وطلاسم الانفاق الجديدة التي تحتاج الى خارطة لتبيان مداخلها ومخارجها. وصول آلاف السيارات «عكاظ» وقفت على أزمة الاختناقات في جدة واستطلعت آراء بعض اهلها. فقال اغلبهم انهم باتوا قيد الاقامة الجبرية في منازلهم بسبب اصلاحات الشوارع والمخارج من والى الاسواق والحدائق العامة لأن الخروج في ساعات الذروة يعد ضربا من ضروب المغامرة والمجازفة. ويقول الجداويون ان موسم الاجازة الذي بدأ اول امس شهد زحاما كبيرا بسبب المشاريع والحفريات الجديدة فضلا عن مئات المركبات التي غمرت شوارع العروس قادمة من المناطق ومن خارج البلاد. جدة فعلا .. غير خالد محمد الزهراني من سكان حي الصفا يقول ليس جديدا أن تعيش جدة في مواسم الإجازات زحاما كثيفا فقد اعتادت هذا الوضع، غير أنها في مواسم الاجازات تتحول إلى «غير».. والزحام بدأ فعليا منذ مطلع الاسبوع الحالي. ويضيف الزهراني قائلا: بالنسبة لي في الإجازات والمواسم، أفضل الجلوس في البيت أو الخروج في النهار حيث تكون الأوضاع هادئة مقارنة الفترة المسائية التي تشهد كثافة وحركة مرورية حادة خاصة في الشوارع الرئيسة مثل شارع فلسطين والسبعين والتحلية وحراء. وينتقد الزهراني ما اسماه التلبك المروري في الشوارع والانفاق الجديدة خاصة في منطقة شارع السبعين المطلة على التحلية ويرى ضرورة معالجة الامر اليوم قبل الغد حسب تعبيره. أزمة الليالي سلطان الزهراني من سكان حي الوزيرية، حصر مشاكل جدة في الفترة المسائية التي تبدأ من بعيد صلاة المغرب وتستمر حتى منتصف الليل مما يتطلب معاملة مرورية خاصة ويقترح سلطان على سلطات المرور بتكثيف التواجد أوقات ومواقع الذروة والفترات التي تشهد فوضى مرورية خصوصا على طريق الحرمين وفي الشوارع الحيوية وأمام الأسواق التجارية والمولات وكذلك منطقة الكورنيش لأن الزحام بدأ فيه منذ مطلع الاسبوع، ويشير سلطان الى ضرورة تطويق الشاحنات والناقلات الثقيلة ومنعها من الشوارع في ساعات الذروة حيث أن اغلبها تتسرب داخل المدينة وتتسبب في حدوث الزحام. الشقق نار من أمام احدى الشقق المفروشة قال الزائر حمود ردة، القادم من محافظة الطائف انه وصل للتو الى جدة لقضاء اجازة منتصف السنة في عروس البحر الأحمر بعدما قطع وعدا لأسرته واطفاله بقضاء العطلة في العروس والاستمتاع ببحرها والتسوق في مولاتها، وأضاف.( لا أخفيك نحن من عشاق جدة ولنا أقارب فيها وهذه المرة جئنا من أجل التنزه والاستمتاع بأجوائها المعتدلة). أما ناصر عبدالله من المخواة فوصف مدينة جدة بأنها ساحرة تجذب الكثير من الزوار خصوصا في المواسم، لكن الملاحظ هو الزحام المروري وكثرة الأعمال والحفريات في الشوارع اذ تجد كثيرا من الشوارع مغلقة وتجبر المرتاد على اللجوء الى الدخول في الأحياء هربا من الاختناق، ومن ثم الدخول في ورطة حقيقية والبحث عن مخرج آمن. يضيف ناصر «أنا في جدة وأعد نفسي للزواج خلال هذه الإجازة، ولدي الكثير من الأعمال التي أنوي إنجازها قبل حلول المساء وعودة الزحام واختناق الشوارع.. وألاحظ إغلاق بعض الشوارع مثل الشارع المؤدي الى سوق المرجان والذي يربط شارع أم القرى بطريق الحرمين.. هنا تجد ربكة مرورية واضحة تخنق الأحياء المجاورة». الأمانة تترقب في المقابل تقول أمانة محافظة جدة إنها تسعى وبالتعاون مع المرور، لإيجاد حلول للحركة المرورية وفك الاختناقات حتى يتم الانتهاء من المشاريع. وفي جانب اخر ضاعفت إجازة منتصف السنة حركة الإشغال في الشقق المفروشة والفنادق والمنتجعات السياحية، ما زاد من إقبال الزوار والسواح وتعد هذه الفترة ذروة الموسم لمستثمري المنتجعات والفنادق والشقق المفروشة اذ تسجل إقبالا كبيرا وبالتالي ترتفع فيها معدلات الحجوزات بنسبة كبيرة وصلت إلى 100% حيث يتراوح إيجار الشقة كبيرة الحجم بين 250 و400 ريال في اليوم الواحد. سوق الفنادق نائب رئيس لجنة النقل العام في الغرفة التجارية الصناعية في جدة المتخصص في قطاع الفنادق والشقق المفروشة سعيد البسامي ذكر ل «عكاظ» أن موسم الأعياد والإجازات الموسمية هي المواسم الفعلية لانتعاش سوق الفنادق والشقق المفروشة. مشيرا إلى أن مثل هذه المواسم تنعش حركة الإشغال نظرا لكثرة الزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة حيث ان أغلبهم يفضل قضاء الاجازة في عروس البحر الأحمر ويحفزهم الى ذلك الطقس المعتدل. عودة الكدادة في جانب النقل العام تشهد مواقف الركاب في محطة النقل الجماعي والكيلو 10 ازدحاما كثيفا من المسافرين وأصحاب سيارات الأجرة والكدادين. وأخذ الكثير من الكدادين مواقعهم في تلك المناطق لنقل المسافرين بعد إغلاق حجوزات الطيران خلال الموسم. وفي منطقة الكيلو 10 حدث انتعاش هائل، كما تحاول محطة النقل الجماعي استيعاب جميع المسافرين، المغادرين إلى مختلف المناطق والمدن، وتأتي في مقدمة المدن جازان والرياض والمدينةالمنورة والدمام وفقا لما تم رصده، حيث ارتفعت أسعار أجرة النقل على السيارة الخاصة والحافلة الكبيرة والميكروباص، وتختلف من مدينة لأخرى.