عندما يذكر اسم حي الشرفة، يتخيل السامع أن الحديث يجري عن مكان يحمل نصيبا كبيرا من اسمه، وتقفز إلى مخيلته أنه قد يكون أمام الحدائق المعلقة أو أي مكان لا يقل عنها جمالا، ولكن الواقع يختلف عن ذلك كثيرا، فالشرفة ليست شرفة، بل هي حي يقبع في قعر اهتمام الجهات المعنية يحتاج إلى الكثير من الخدمات الضرورية والملحة خصوصا تلك التي ترفع عنهم المخاطر التي يأتيها من الجبال المحيطة بها مثل مياه الأمطار والسيول. ويعيش سكان حي الشرفة على آمال ووعود كثيرة تتكرر بين فينة وأخرى، من عدد من الجهات الحكومية وعلى رأسها أمانة منطقة نجران، بالعمل على إبعاد الخطر عنهم عند هطول الأمطار والسيول، حيث يتخوف الأهالي من وقوع كارثة محققة نظرا إلى تدفق السيول التي تأتيهم من جبال عقرم وعقيرم والواضح، علما أن هذه الجبال هي في حد ذاتها خطر داهم إذ ليس لها تصريف أو سدود تحمي الاهالي والسكان. «عكاظ» وقفت على واقع الشرفة الأليم ورصدت معاناة الأهالي ومعايشتهم للخطر، حيث قال كل من فارس حمد آل هنان ومحمد عبيان وصالح آل منصور، إنه بعد صدور توجيه من إمارة المنطقة بمنع معدات نقل البطحاء من متارس الشرفة لم تتم الاستجابة لذلك، كما أن الجهات المسؤولة وخصوصا أمانة المنطقة لم تقم بردم المواقع المعتدى عليها بعدما سحبت البطحاء وتحولت إلى حفر كبيرة تشكل خطرا على مرتادي الوادي، وخصوصا على المواطنين القريبة من منازلهم، وبالتحديد عند امتلائها بمياه الامطار وبالسيول سيما وأنها تقع في مجاري السيول وبقرب الجبال. وأشاروا إلى أن أمانة نجران لا تزال مصرة على استقطاع جزء منها لمعالجة النفايات قبل نقلها إلى المرمى الرئيسي. وشددوا على أن أكثر المخاطر التي يواجهها الأهالي هي السيول، حيث إنهم في كل مرة تهطل الأمطار يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من أن تتحول إلى سيول تجرف أراضيهم ومنازلهم، مشيرين إلى أن مشروع درء السيول متعثر، فيما لا يزال الأهالي يطالبون بمعالجة ممرات المجاري والعبارات الحالية لأنها لا تفي بالغرض لقلتها وصغر مساحتها، ما يؤدي إلى احتباس السيول وتجمعها، وخصوصا جنوب طريق الأمير سلطان الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية وخصوصا من السيول التي تأتي من جبال عقرم وعقيرم والواضح وهي جبال تشكل أمطارها سيولا جارفة وقوية تهدد حياة الأهالي. من جانبه قال محمد آل منصور وأبو مؤيد إن الشرفة تفتقد إلى الإنارة داخل الأحياء، وكذلك إلى رفع مستوى النظافة. وطالبا الأمانة بتشكيل لجان للوقوف على الوضع بالكامل، وبأن تقر للشرفة ما أقرته للأحياء الأخرى، في ظل ارتفاع ميزانية هذا العام الخاصة بالأمانة. وأشارا إيضا إلى أن الحي يحتاج إلى مركز للهلال الأحمر لكثرة الحوادث وإسعاف المصابين. وطالب أهالي الشرفة تعليم نجران بسرعة افتتاح مدارس بنات للمرحلتين الابتدائية والثانوية، خصوصا في أحياء شرق وغربي الشرفة وكذلك ابتدائية للبنين لتنامي عدد السكان بشكل مستمر، بحكم أن الشرفة تضم عددا من المخططات العمرانية الجديدة ما يستدعي من وزارة التربية والتعليم مواكبة ذلك. واشتكوا من قلة باصات النقل المدرسي، خصوصا للبنات، حيث يتم حشر الطالبات بالباصات الموجودة، وهي أصلا متهالكة، مما ينذر بخطر أكيد على حياتهن، مشيرين إلى عدم توفر وسائل السلامة من طفايات الحريق في الباصات، كما أن إمكانية المتعهد ضعيفة جدا بما لا يسمح بإحضار باصات جديدة ومكيفة. مشاريع قريبة «عكاظ» واجهت مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث، الذي أكد أن أحياء الشرفة وخصوصا الشرقية والغربية وعقرم وعقيرم قد شملت في ميزانية هذا العام، متوقعا أن ترى مشاريع هذه الأحياء النور قريبا لتصبح الشرفة وجهة مميزة للسكان والزوار.