تحدق مخاطر السيول بنجران من كل صوب، فالحلول الجذرية غائبة نتيجة ضعف التخطيط في بعض الأحياء السكنية، إضافة إلى التعديات على مجاري السيول وبطون الأودية. وتتفاقم المشاكل كون نجران تقع وسط واد تحيط به الجبال ومساقط السيول من كل الاتجاهات، وهي معرضة لهطول أمطار غزيرة تماما كما حدث قبل نحو 30 عاما وقد تنطمي المزارع والمنازل الواقعة في مجرى السيل الذي أصبح اليوم طريقا بعد التعدي عليه بالمباني والمزارع وحظائر الحيوانات المختلفة المتناثرة على أطراف وادي نجران. «عكاظ» جالت على أحياء نجران ومجاري الأودية واتضحت مدى الحاجة إلى تفعيل مشاريع تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي التي يجري العمل بهما في بعض الأحياء والطرق الرئيسية. وظهرت مسألة معالجة أوضاع مجرى وادي نجران ملحة للغاية في ظل تناقص مساحة مجرى السيول في بعض المواقع إلى عشرة أمتار فقط، بعد أن امتدت مساحات المزارع على جنباته ووسطه عبر تسابق أصحاب الأراضي المحاذية للوادي لالتهام أكبر مساحة منه، ولجوء غالبية السكان إلى جلب مخلفات المباني ورميها في قلب الوادي سعيا إلى كسب المزيد من أراضي الوادي وسط غياب تام للرقابة من الجهات المعنية بحماية الأراضي. ورجح البعض من أهالي نجران، أن هناك تجاوزات أدت إلى تزايد امتداد الزحف تحت مظلة أحياء أراضي بور، في حين أنها ليست كذلك وحصول الكثير بشكل مستغرب على صكوك شرعية في بطون الأودية حتى وصل البعض إلى أن سيطر على جوانب الجسور الرئيسية دون أن تتحرك الجهات لمنع ذلك. ولدرء أخطار السيول عن نجران، وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، بتشكيل لجنة لدراسة أخطار وأضرار السيول والأمطار في بعض المواقع والعمل على تقديم توصياتها اللازمة التي تحقق الأهداف المنشودة، حيث بدأت اللجنة أعمالها بحضور مديري وممثلي الإدارات والجهات المعنية بعد تخوف الكثير من أهالي نجران مما تخفيه سيول أودية المنطقة من خطر على المنازل والمنشآت والمزارع وحظائر الحيوانات المتناثرة في بطون الأودية. واجتمعت اللجنة المشكلة من أمير نجران اجتماعها الأول بحضور أمين المنطقة المهندس سعد بن فايز الشهري وقائد قوة نجران اللواء سعود الزهراني، ومدير الدفاع المدني العميد ناصر العسيري، ومدير عام المياه المهندس صالح هشلان، ومدير عام الشؤون الزراعية المهندس فهد الفرطيش، ومدير عام الطرق والنقل المهندس عادل فلمبان، ومدير عام خدمات المنطقة محمد آل تيسان، ورئيس لجنة التعديات ومراقبة الأراضي ناصر آل صالح، ومندوب عن شرطة منطقة نجران، ومدير عام الدراسات في الأمانة المهندس بنيان آل مهذل، ومدير عام المشاريع في أمانة نجران المهندس جابر بن نصيب، واستعرضت اللجنة مجاري السيول في منطقة نجران والمشاريع المنفذة لتصريف مياه الأمطار والسيول والحلول المستقبلية المقترحة، كما تم عرض صورة لمدينة نجران مع الشرح والإيضاح للحضور عن المواقع المستهدفة بالعرض والدراسة. وأوضح أمين منطقة نجران المهندس سعد بن فايز الشهري، أن الأمانة أعدت تقريرا شاملا بالصور والأرقام والمخططات والمصورات الجوية عن المواقع المستهدفة، شملت ثلاثة عشر موقعا للتصريف في المدينة من غربها إلى شرقها. وقفت «عكاظ» ومختصون على أبرز المسببات التي تشكل خطرا في حال هطول أمطار غزيرة على نجران. ورصدت مايلي: البدء في معالجة تعديات وادي نجران ومجاري السيول، حيث لا توجد مخارج لتصريف مياه الأمطار في بعض الأحياء والشوارع الضيقة. وجود بعض الأحياء السكنية الملاصقة للجبال من الجهة الغربية والجنوبية والشمالية للمدينة، وهي معرضة للسيول وتفتقد لمشروع تصريف مياه الأمطار ومصدات درء أخطار السيول. وقوع مجرى قناة تصريف مياه الأمطار بشكل خاطئ بحي الأملاح خلف أسوار مركز التدريب لحرس الحدود والمحيط بمباني سكنية حيث يصب المجرى على الطريق الرئيسي بحي الفيصلية والشوارع المتفرعة إلى أن يصب على شارع الملك عبد العزيز. عدم استكمال قناة تصريف حي الاثايبة الشمالي ابتداء من جسر الملك سعود وحتى وادي نجران عبر أحد الفنادق. لجوء بعض الإدارات إلى بناء مقرات حكومية ومدارس بالقرب من مجرى السيول، إضافة إلى عدم وجود مشاريع درء السيول لبعضها، ومنها الكلية التقنية المبنية منذ ثلاثة أعوام، ومجمع المحاكم الجاري بناءه، إضافة إلى وجود بعض المدارس في زور آل عماري وبالحارث القريبة من السد. تزايد التعديات على شكل بناء مساكن واستصلاح أراضي مجرى الوادي للزراعة وبناء المساكن بداخلها، امتدادا من الجهة الجنوبية الغربية للسد وحتى جهة الشرق، خاصة مواقع الشرفة المحاذية لطريق الملك عبد الله الجديد. عدم اكتمال مجرى قناة السيل التي تمر من تحت جسر دحضة والتي تصب من جبل العجمة وتخترق أحياء دحضة وتصل إلى مزارع محاذية لطريق الملك عبد الله. وجود مزلقانات تمر من خلالها السيول الكثيفة، الأمر الذي يتسبب في شل حركة السيارات ومنع وصول الإسعافات وسيارات الدفاع المدني إلى السكان لإنقاذهم من الغرق. وجود بعض الحواجز الترابية في بعض المحافظات والمواقع لحجز المياه، الأمر الذي قد يسبب كارثة إنسانية في حالة انهياره أو تجاوز حدوده وارتفاع منسوب الميا،ه بسبب الأمطار، مما يشكل خطرا كبيرا على سكان القرى والمحافظات.