حي نهوقة غرب نجران الذي تحيط به الجبال من ثلاث جهات، ويفوق عدد سكانه ال51 ألف نسمة، لم يصله قطار الخدمات بالكامل، إضافة إلى أن أهاليه يعانون من كثرة المشاكل التي تواجههم ابتداء من شح الأراضي لبناء المساكن عليها مرورا بالأخطار التي يواجهونها خلال مواسم الأمطار نتيجة غياب مجاري السيول ومشاريع تصريفها، وغياب المياه رغم وجود العدادات، وصولا إلى طريق اللجم الذي يفتقر لوسائل السلامة والإشارات والمطبات الصناعية والعلامات الإرشادية ما يشكل خطرا على العابرين. «عكاظ» زارت الحي والتقت عددا من الأهالي الذين علقوا آمالا كبيرة على أمانة المنطقة والجهات المعنية في إيصال هذه الخدمات إليهم وحل مشاكلهم. بداية ناشد الأهالي أمانة المنطقة إصدار فسح يجيز لهم تجزئة الأراضي الزراعية كي يستفيدوا من مزارعهم التي أصبحت جدباء بسبب قلة المياه، مشيرين إلى أن الحي أصبح يضيق بسكانه الذين يعيشون في مساحة محدودة تحيط بها الجبال من ثلاث جهات. وأكدوا أن مزارعهم التي أصبحت خالية من الزرع والأشجار، ورغم أنها تشكل منظرا مؤلما لهم، فإنها تمثل فرصة للجيل الجديد ليستفيدوا من هذه المزارع التي جفت وأجدبت مع شح المياه ومرور الزمن وعوامل التعرية، من خلال فسح جزء من الأرض لتشييد منازل العمر عليها. وقال مانع بن هادي آل حيد إن الحي بدأ يضيق بقاطنيه، مضيفا أن الأهالي يأملون، مع التسهيلات التي قدمتها وتقدمها الدولة، أن تفسح أمانة المنطقة لكل مواطن في حي نهوقة المجال لأن يبني له منزلا في طرف مزرعته التي لم تعد تجدي نفعا، مشيرا إلى أن بناء كل مواطن منزلا في مزرعته التي يملكها والتي لم تعد تثمر، أمر محمود وحتى لو كانت المساحة صغيرة. من جانبه قال محمد بن عبدالله آل بليه إن أهالي الحي يعيشون وضعا نفسيا صعبا، خصوصا مع موسم الأمطار، وما يشكله عليهم من خطر بسبب افتقاد الحي إلى مجار لتصريف السيول، خصوصا انه يقع بين ثلاثة جبال تصب سيولها فيه، مشيرا إلى أن الكثير من الأهالي يشبهون حي نهوقه بحي قويزة في جدة، داعيا المعنيين إلى التحرك لرفع الخطر عن الأهالي. وقال: هل ننتظر أن تحل كارثة قويزة ثانية في نهوقة لنصلح ما أفسدته الأيام والمحسوبيات، مشددا على أن الحي والأحياء المجاورة له تفتقد إلى مجاري السيول وتصريفها، متخوفا من أن يطمر الحي بكامله إذا أتت أمطار غزيرة، مشيرا إلى أن الأمطار الأخيرة والسيول التي بدت خفيفة إلى متوسطة، شكلت خطرا خصوصا أنها تجمعت في مزرعة أحد المواطنين مشكلة بحيرة تجلب بمياهها الراكدة البعوض والأمراض المعدية. وأضاف أن في الحي حفرة كبيرة جدا تشكل خطرا على السكان، خصوصا الأطفال، في حال امتلأت بالمياه. وعن معاناة الأهالي مع الطريق السريع قال محمد ابراهيم: إن الطريق السريع الذي يطلق عليه الأهالي «اللجم» خلف الكثير من القتلى والمصابين، في ظل عدم ازدواجيته، علما أنه مضى على ترسيته للمقاول أكثر من ثلاث سنوات، متهما المقاول بالمماطلة. وأشار إلى أن الضرورة تقضي بوجود دوريات مرور تتعقب المتهورين والدرباوية والمفحطين، خصوصا أن الطريق يمثل شريانا خطيرا يهدد حياة الاهالي ويقض مضاجعهم. وقال: رغم أنه الطريق الرئيس للحي والأحياء المجاورة فإنه يفتقد إلى وسائل السلامة والإشارات والمطبات الصناعية وكذلك العلامات الإرشادية. وحول مشكلة المياه قال سمير آل حمد: إن فرع المياه في المنطقة علق عداداته الخاصة بالمياه على البيوت منذ أكثر من عامين ولكنها لم تعمل منذ ذلك الحين، وكأنها وضعت للزينة لا لتوصيل المياه إلى المنازل وإنقاذ أهالي الحي من الوايتات وجلب المياه بطرق مرهقة ومكلفة. وتابع قائلا: رغم أن نهوقة تضيق بسكانها، تعاني من عدم وجود أراض للمرافق الخدمية، خصوصا المرافق الترفيهية والحدائق والمتنزهات، التي تفتقر إليها نهوقة، معربا عن الأمل في أن تشتري أمانة المنطقة أراضي خاصة لتحولها إلى متنزهات وحدائق في ظل شح الأراضي. الميزانية أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث ل«عكاظ» أن حي نهوقة من الأحياء التي شملتها ميزانية هذا العام في البند رقم (4/00/04/0602/001/015/019)، خصوصا في موضوع تصريف السيول والأمطار ودرء أخطارها. وقال إنه عند اكتمال المشروع سيحقق الفائدة لأهالي الحي والأحياء المجاورة.