ضغط نظام بشار الأسد القمعي أخيرا على زر الخط الأحمر، عندما استخدم السلاح الكيماوي سرا وعقب ذلك علنا ضد شعبه المناضل والمغلوب على أمره، ضاربا بعرض الحائط كل التحذيرات الدولية بعدم استخدامه. وبات لزاما على الرئيس الأمريكي أوباما أن يتخذ الإجراءات الكفيلة لردعه ووقفه عند حده، بعد اعتراف قيادات إدارته الأمريكية بذلك مؤخرا باتسخدام النظام هذا السلاح ضد الشعب، وبعدما نأى بنفسه طويلا عن تقديم الدعم الحقيقي للمعارضة السورية، متذرعا بشروط غامضة كي لا تتدخل بلاده عسكريا في الأزمة، وتأديب النظام وأعوانه وإنهاء مأساة الشعب السوري الذي يواجه آلة حرب عاتية. لقد ظلت الإدارة الأمريكية تمتنع عن تصديق التقارير الواردة عن استخدام النظام السوري لهذا السلاح الكيماوي إلى أن أكد ذلك وزراء في حكومته. والمسؤولية الآن لا تقع فقط على الإدارة الأمريكية، بل على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالكامل الالتفاف لوقف العربدة الأسدية وإنهاء مأساة الشعب السوري الذي يعيش في ظروف صعبة ويريد أن يتحصل على حقوقه وكرامته، وردع النظام السوري الهمجي الذي أهلك الحرث والنسل، والذي لم يتورع في استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد شعبه. والآن، وقد استخدم الأسد السلاح الكيماوي، فهل يكون خيار التدخل العسكري هو السبيل الوحيد لإراحة الشعب السوري من الكابوس الأسدي الجاثم على صدره؟. أما آن الوقت لكي يعيش الشعب السوري بحرية وكرامة؟ وهل ينتظر المجتمع الدولي أن يحرق النظام الأسدي ما تبقى من شعبه بالأسلحة الكيماوية ويضربهم بصورايخ سكود المدمرة؟.