تشهد الأحياء السكنية ومواقف المستشفيات والمرافق الحكومية والعامة والأسواق في منطقة عسير ظاهرة غريبة وملفتة تتمثل في غسيل السيارات التي انتشرت بشكل كبير بحيث تجد عمالة أجنبية من كل الألوان والأجناس يتوزعون فيها حاملين سطولهم وممسحاتهم التي يستعملونها في غسيل السيارات. وأصبحت هذه الظاهرة التي تتسبب في عدد من الأضرار، خصوصا البيئية، تنذر بتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك والأمراض، حيث اشتكى عدد من الأهالي في مدينة أبها، من تنامي هذه الظاهرة وقيام بعض العمالة الأجنبية المخالفة لنظام الإقامة بهذه الأعمال، ما يؤدي إلى تشويه الوجه الحضاري للمدينة، فضلا عن تسببهم في تكون الحفر المليئة بالمياه وبقايا الغسيل التي تعاني منها عروس الجنوب. وقال محمد قاسم العسيري وهو من سكان حي السامر إنه يوجد عدد من غسالي السيارات أمام مسجد ومستوصف الحي، مؤكدا أن عملهم هذا يوميا يؤدي إلى إهدار المياه وإتلاف الطرقات وانتشار الحشرات التي تهدد بنقل حمى الضنك وانتشار البعوض والذباب والروائح الكريهة، مطالبا أمانة عسير بسرعة التحرك لمنع هذه الظاهرة والعمل على تنظيف المواقع بعد إخلائها من هؤلاء الغسالين. من جانبه اشتكى حسين فايع من كثرة العمالة غير النظامية التي تغسل السيارات بشكل منظم في مواقف الأسواق والمستشفيات، مشددا على ضرورة التصدي لهذه الأعمال دون تراخ لأنها قد تتسبب في تكاثر البعوض الناقل للأمراض، إضافة إلى ما تسببه هذه الظاهرة من تكوين حفر في الأسفلت وتشويه للمنظر العام، مؤكدا أن هذه العمالة تحجز المواقف بالسطول التي يستخدمونها للغسيل، ولا نعلم ما هي الأدوات التنظيفية التي يستخدمونها إضافة الى انهم يشوهون منظر الشوارع والمرافق بالمياه والصابون وتتحول إلى بحيرات من المياه وتصبح عرضة للتلوث وتكاثر الحشرات. أما علي مرعي القحطاني فقال: إن الكثير من هؤلاء حضروا على فيزا عبر مكفوليهم ويدفعون ضرائب شهرية لمكفوليهم شريطة إحضار أعداد كبيرة منهم للعمل الحر، فيما الكفيل السعودي لا يعلم عنهم شيئا عدا في آخر الشهر، حيث يدفعون له الضريبة التي تتراوح بين 400 و600 ريال. وأضاف أنه يفترض أن تكون هناك حملات ضد هذه العمالة تشترك فيها الجوازات والبلديات والشرطة والإمارة، ويتم فتح التحقيق مع هذه العمالة ومن ورائهم وتطبيق أشد العقوبات ضد من يقوم بجلب وإحضار هذه العمالة من السعوديين بدون العمل لديه، مؤكدا أنه بهذه الطريقة ستنتهي هذه الظاهرة وما تمثله من مخاطر شتى على المنطقة. إلى ذلك أكدت جوازات عسير وجود جولات تفتيشية يومية تقوم بها دوريات شعبة الوافدين التي تعمل على القبض على المخالفين لنظام الإقامة والعمل، مشيرا إلى أن هناك إحصائيات ترفع بهذا الخصوص. وأوضح أن هناك تنسيقا مع كل الجهات الحكومية ذات العلاقة بالقبض على المخالفين من العمالة الوافدة سواء ممن هم في سوق العمل في الورش الصناعية أو المتسولين أو أي مخالف لنظام الإقامة في أي مجال خارج لوائح وتعليمات وزارة الداخلية، موضحا أنه بعد القبض عليهم يتم التحقق من عدم وجود قضايا متعلقة بهم بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة ومن ثم الترحيل ويتم استدعاء كفلائهم واتخاذ الإجراءات النظامية حيالهم.