يعد ظاهرة غسل السيارات في الشوارع ظاهرة لافتة والتي تتسبب في العديد من الأضرار البيئية وتنذر بتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك واشتكى عدد من السكان من تنامي الظاهرة قيام بعض العمالة الأجنبية المخالفة لنظام الإقامة بأعمال غسيل السيارات بما يؤدي إلى تشويه الوجه الحضاري للمدينة، فضلا عن تسبب ذلك في تكوين الحفر الوعائية التي تعاني منها العروس وتعد واحدة من أكبر المشاكل التي تواجهها حاليا. وأشار طارق فايد سالم - من سكان حي غليل – إلى أنه يوجد العديد من غسالي السيارات أمام مسجد ومستشفى الجدعاني بحي غليل وطريق المحجر أمام مستوصف الهدى، مؤكدا أن قيامهم بغسل السيارات يوميا يؤدي على إهدار المياه وإتلاف الطرقات وانتشار الحشرات التي تهدد بانتشار حمى الضنك، وطالب أمانة جدة بسرعة التحرك لمنع هذه الظاهرة والعمل على تنظيف هذه المواقع بعد إخلائها من هؤلاء الغسالين. أما الدكتور محمد الغامدي فاشتكى من كثرة العمالة غير النظامية التي تقوم بعملية غسل السيارات بشكل منظم في مواقف متاجر وطني الواقعة بحي الصفا 9 بشارع التحلية مقابل المحكمة، مشددا على ضرورة التصدي لهذه الأعمال دون تراخي لأنها قد تتسبب في تكاثر البعوض الناقل لمرض حمى الضنك وزيادة معدلات الإصابة به، بالإضافة إلى ما تسببه هذه الظاهرة في تكوين حفر بالإسفلت وتشويه للمنظر العام. من جانبه أوضح رئيس بلدية الجامعة المهندس صبري قدح أن اللجنة المكونة من البلدية والمرور وشرطة البلدية والجوازات والتي بدأت أعمالها في نطاق الفرع تعمل على مدار ثلاثة أيام أسبوعيا وتقوم بجولات على مواقع تجمعات الغسالين في أيام السبت والاثنين والأربعاء بناء على برقية سمو أمير منطقة مكةالمكرمة المتضمنة تشكيل فرق عمل مختصة مكانية في كل محافظة على حدا، وتتكون من مندوب من المحافظة والبلدية والشرطة والجوازات والمرور يناط بها مهمة التنسيق لمتابعة القبض على هذه الفئة وتسليمهم للجوازات لترحيلهم، ومن كان يحمل إقامة من بينهم يطبق بحقهم وكفلائهم النظام. وأضاف أن البلدية تقوم بمصادرة المعدات والمواد التي تستخدم في غسيل السيارات من سطول ودراجات ومنظفات حيث يتم إتلافها، وتقوم كل جهة أمنية بالدور المناط بها سواء بالقبض على المتخلفين من قبل الجوازات، أو تغريم أصحاب السيارات من قبل المرور، في الوقت الذي يتم فيه رفع تقرير دوري بذلك، مشيرا إلى أنه تمت خلال العام الماضى مصادرة وإتلاف 6033 سطلاً، ومصادرة 70 دراجة والقبض على 32 شخصا من المخالفين مجهولي الهوية من قبل الجهات الأمنية، وبلغت عدد المخالفات المرورية 132مخالفة . وأكد رئيس بلدية الجامعة أن اللجنة لا تزال مستمرة في عملها حتى تاريخه وتكمن أساس المشكلة في وجود المتخلفين - وبالأخص الأفارقة – الذين إذا تمت السيطرة عليهم والتصدي لهم بقوة من قبل الجهات الأمنية ستنتهي المشكلة، مؤكدا أن مراقبي الفرع مستمرين في مصادرة كل ما تطاله أيديهم من مواد تستخدم في غسيل السيارات، وطالب المواطنين والمقيمين بعدم غسل سيارتهم في الشوارع والبرحات ومواقف السيارات حتى لا يكون ذلك سببا في الإضرار بالشوارع والبيئة. ومن ناحيته قال المهندس فهد الدقسي - رئيس بلدية المطار - إنه أصدر توجيهاته إلى جميع مراقبي الفرع بضرورة منع وجود هؤلاء الغسالين بالمواقف، وفي حالة عدم التنفيذ تتم إزالة جميع البراميل والسطول الموجودة بمواقف السيارات ومحاسبة المتسبب، مشيرا إلى أن البلدية تقوم بصفة مستمرة بإزالة جميع السطول والبراميل الخاصة بالغسالين الموجودة بالشوارع الواقعة ضمن نطاق الفرع. على الجانب الآخر قامت بلدية البلد الفرعية بالتنسيق مع الدوريات الأمنية للقيام بجولات مشتركة على عدد من الأماكن التي يكثر بها الزوار من المواطنين والمقيمين لمنع حدوث أية مضايقات والقضاء على الظواهر السلبية التي تشوه وجه العروس خاصة في منطقة وسط البلد . وأوضح رئيس بلدية البلد الفرعية المهندس وديع أبو الحمائل أنه تم مؤخرا تكثيف الحملات على شارع الذهب الذي يعتبر من الشوارع الأساسية في وسط المدينة بعدما لوحظ مؤخرا وجود عدد من العمالة الأفارقة المخالفين لنظام الإقامة يقومون بغسل السيارات في الشارع، وقد تم بالفعل القبض على أربعة أفارقة منهم، كما تم رفع وتنظيف الشارع بالكامل من البراميل التي كانت تستخدم في غسل السيارات وكان ينتج عنها تجمعات مياه وتراكم أوساخ وأضرار على صحة البيئة. وأضاف أبو الحمائل أن غسل السيارات في الشوارع يعد من أهم أسباب تكوين الحفر الوعائية التي تعاني منها مدينة جدة حيث أن أعمال الغسيل تحتوي على مواد كيماوية في تركيب تلك المساحيق او السوائل المستخدمة مما يتسبب في تآكل طبقة الإسفلت وتكوين هذه الحفر التي تعمل أمانة جدة على القضاء عليها.