تعد «عربات العرسان» من الأساسيات التي يقدمها أهل العريس للعروس في يوم (الملكة) أو ما يعرف بعقد القران عند البعض، وهو تقليد قديم وخاصة في منطقة الحجاز، حيث كان العريس يأتي في ليلية «الملكة» مع المأذون إلى منزل أهل العروس برفقة مجموعة من «الحمالين» واضعين على رؤوسهم «الأتاريك» (أبو رشرش) مع «الصواني الخشب» أو المعدن المليئة بالحلوى لتقدمها للمدعوين، ومع مرور الزمن تحولت هذه العادة إلى عرف بين الجميع. ويشير بعض العاملين في محلات بيع مستلزمات العرس، إلى أن الأسر تستعد مبكرا لتجهيزات اليوم الموعود، ومن هذه التجهيزات تأمين «عربات العرسان» التي تتفاوت أسعارها بناء على الحجم ونوعية التجهيز، فأسعار الصغيرة منها تتراوح ما بين 1000 وحتى 4000 ريال، بينما تصل بعضها إلى 50 ألف ريال، مؤكدين أن الإمكانات المادية لذوي العريس هي التي تحدد نوع العربة وشكلها. وتحدث العم عبدالله، الذي يعمل في محل لبيع علب الحلوى، إن موسم الصيف يشهد إقبالا متزايدا على شراء عربات الملكة التي يقدمها أهل العريس في ليلة الزفاف للعروسة، مضيفا أن غالبية العملاء هم من أبناء الحاضرة، حيث يعد تقديم العربة من التقاليد المستمرة في منطقة الحجاز. وأوضح خالد محمد، بائع بمحل بيع عربات العرسان، أن المحل يشهد إقبالا ملحوظا في أيام الإجازات عادة، ويضيف «عادة ما يأتي أهل العروس لاختيار العربة المناسبة ويحتارون من بين ثلاثة أنواع، وأحيانا يستعينون بأقاربهم لمساعدتهم في الاختيار، بعد إرسال صور العربات المختلفة عبر الأجهزة الذكية أو الصور الفوتوغرافية العادية، وقال منعنا مؤخرا التصوير حفاظا على سرية التصاميم». من جهته، قال خالد الزهراني إن موسم الصيف يعد الأكثر الإقبال على حفلات عقد القران التي تتطلب تقديم عربات الملكة وعلب الحلوى، مؤكدا أن الأسعار تختلف وفقا للإمكانيات المادية لأهل العريس، وهناك أنواع من العربات تصل أسعارها إلى أكثر من 25 ألف ريال، وهذه الأنواع تتميز بالشكل المختلف والتصاميم وغالبا ما تكون من الكرستال أو مطلية بالذهب، كما أن لحجم الحلوى أو الورد الذي يتم وضعه في العربة له دور في زيادة السعر. وأضاف، «تقديم عربات الملكة تقليد قديم أخذت عليه الأسر في العديد من المناطق، مبينا أن بعض الأنواع من العربات يتم وضع تاريخ عقد القران عليها لتبقى تذكارا لكل المحبين الذين شاركوا في الحفل، وأحيانا قد تصل تجهيزات الفرح نحو 400 ألف».