تختلف تفاصيل العرس عند أهالي محافظة القنفذة عن المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وتؤكد فاطمة الموري من سيدات القنفذة «أن الحكاية تبدأ من يوم الخطبة بذهاب أهل العريس من الرجال فقط من دون العريس لوالد العروس، ثم يأخذون شروط أهل العروس بعد الموافقة، وتبعاً لذلك تذهب أم العريس والقريبات والجارات محملات ب«بقشة» كبيرة مليئة بالبن وبعض النقود والحلويات». وتضيف الموري: «يتفق أهل العريسين على موعد يسمى «العديّة»، وفي هذا اليوم تقرأ الفاتحة ويأخذ أهل العروس المهر وتنظم مناسبة كبيرة، إذ يأخذ أهل العروس دولاباً توضع فيه الريالات الفرنسية بما يعادل 500 ريال، وهذه العادة انتهت منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويضعون هدايا العروس في كيس يسمى «سفني» ثم صارت بعد ذلك حقيبة وقد استغنى أهالي القنفذة عن هذه العادة لكلفتها، وفيها يوضع حزام ذهب وجنيهات ذهب و12 إسورة ذهب وتسمى «دعس الدركتر» أو «أبو منشار» وذلك بحسب نقشة الإسورة «البنجرة»، التي تدل على ارتفاع سعرها، وكذلك الرشرش وهو عقد ذهب يلبس في الصدر فيملأه، و«رص الحجر» وهي عبارة عن جنيهات ذهبية تبلغ نحو 19 جنيهاً قد يقل عددها بحسب حجم يد العروس». وتتابع: «يستمر فرح أهالي القنفذة سبعة أيام، يوم «القيلة» وهي مناسبة نهارية لأهل العروس ويسمى «التفصيل» و«قيلة» أخرى لأهل العريس تسمى يوم «الشُرعة» قبل يوم من «قيلة» العروس». وتشير الموري إلى أن أهالي القنفذة اشتهروا بأن يؤسس أهل العروس غرفة لابنتهم تستقبل فيها ضيوفها يوم «الشرعة» أي قبل يوم من ليلة العروس، وتتم المِلْكة (عقد القران) من دون أن يرى العريس عروسه، إضافة إلى أن أهالي القنفذة استحدثوا ليلة «المِلْكة» وهي كليلة «الحنة» عند المدينيات والمكاويات، وتلبس العروس القنفذية فيه الساري الهندي وتزف، ويوزع أهل العريس الحلوى البحرينية فقط، ويكون العرس بعد الملكة فوراً، فتُزف فيه العروس في العصر، ثم يأتي في الليل «المسح» فيأتي العريس إلى عروسه وهي مغطاة الوجه فيمسح على رأسها ويقرأ الفاتحة، ومن عادات هدايا العروس أن تُقدم العروس هدية من ذهب إلى من هي على اسمها كما تُقدم لصديقتها المقربة هدية من ذهب». لافتة إلى أن «صباحية» أهل مكة و «صبحة» أهل المدينة تسمى «صبوحية» عند أهل القنفذة، إذ يحتفل أهل العريس بعروسهم في «الصبوحية»، وبعد الفرح بسبعة أيام يكون يوم «السبوعية» وفي هذا اليوم يقدم أهل العروس هدايا للعريس من ملابس وذهب.