دخل مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتوسعة صحن المطاف أمس، مرحلة متقدمة في العمل، وذلك بعد البدء في صب قواعد خرسانية والاستمرار في رفع القواعد في توسعة المطاف، التي تستهدف الربط بين مستويات المطاف والمسعى خلال التوسعات المستقبلية، وفق فكر علمي مدروس ورؤية إستراتيجية عالية المستوى، حيث تتمحور الفكرة حول إحلال شريحة من المنطقة المحاذية خلف الرواق العثماني في مسار موازٍ له بعرض 02 مترا في جميع المستويات من القبو إلى سطح المسجد. ويمثل الدور الأرضي من الشريحة المقترحة تهيئة مساحة للصلاة خالية من الأعمدة بكامل مساحة وعمق الشريحة الجديدة، مع التحكم في المناسيب ما يساعد على الإخلاء السريع للمصلين والطائفين من القبو في اتجاه باب السلام، كما يتيح التصميم الجديد لصحن المطاف مسطحا جديدا لألفي مصلية في ميزانين في الجهة المحصورة بين المطاف والمسعى مما يوفر رؤية مباشرة للنساء باتجاه الكعبة دون إشغال المزيد من مسطحات صحن المطاف. أما في الدور الأول فتمثل مسطحات الحشوة الجديدة مسارات لنحو 13 ألف طائف في الساعة، بينما تم تخصيص مسطحات دور الميزانين في الدور الأول لطواف العربات للمعاقين وكبار السن بطاقه استيعابية تصل إلى ستة آلاف عربة في الساعة. كما تمثل الحشوة الجديدة في الدور الثاني والميزانين والسطح مسطحات طواف تسع في مجملها 140 ألف طائف في الساعة، وخصصت لهم مسطحات للصلاة بعد الطواف تمهيدا لدخولهم إلى المسعى إما بالدخول المباشر لمسارات المسعى في الدور الثاني والسطح الجديد أو باستخدام المصاعد والسلالم التي تقودهم إلى المسعى في دور الميزانين بالسطح، وقد تم تدعيم تلك المسطحات الجديدة والمضافة بمسارات حركة تعزز من كفاءة حركة دخول وخروج الطائفين، منها ما يعمل على الوصول المباشر من خلال جسور مرتبطة بساحات تجمع تم توفيرها وتهيئتها على مسافات كافية بعيدا عن مداخل الحرم وساحاته، وذلك لتخفيف العبء عليها وتسهيل عملية الإخلاء السريع والوصول المميز المباشر عبر ممرات بين مسطحات الصلاة في الدور الأول والثاني. ويتيح التصميم الجديد رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف لأكثر من 90 ألف طائف في الساعة. من ناحية أخرى، ينطلق في ال14 من شهر أبريل المقبل، برنامج تأهيل مهندسي اللجنة الفنية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام، لاجتياز الاختبارات المهنية الأمريكية المقدمة من قبل المجلس الوطني الأمريكي لممتحني الهندسة والمساحة NCEES، والمعتمدة محليا من قبل الهيئة السعودية للمهندسين، للحصول على الاعتماد المهني الهندسي عبر إعداد برنامج تأهيلي لنحو 60 مهندسا يعملون في مشروع توسعة المطاف.