أعداد كبيرة من العمالة الأثيوبية المخالفة تنتشر في جبال عسير وأوديتها وقراها، وفي مراكز متفرقة من بللحمر وبللسمر وعدد من المحافظات الحدودية، وهم يمارسون العمل بطريقة غير مشروعة في حراثة الأرض والرعي والبناء وتصنيع وترويج المسكر والسرقة والسطو ولا يتورعون عن إطلاق النار على من يحاول الإمساك بهم، إضافة إلى مخالفين من الجالية اليمنية يعملون في تهريب المخدرات والأسلحة والتسول والبحث عن المال بأي وسيلة، فيما امتلأت محرقة أبها ومحافظة خميس مشيط وأودية وقمم جبال عسير ومحافظاتها بالعديد من مجهولي الهوية، مستغلين تضاريس المنطقة الوعرة والحدود في عمليات تهريب يومية وتسلل وصولا إلى الأراضي السعودية ومنها إلى عسير، ما بات يشكل هاجسا للجهات الأمنية والأهالي في آن معا، ويحمل المواطن مسؤولية تهريبهم وإيوائهم وتشغيلهم. يؤكد محمد مفرح الأحمري وياسر عبدالله الشهري أن المواطن ذا الضمير الميت والخائن لوطنه هو من يقوم بتهريب هؤلاء المخالفين وتشغيلهم والتستر عليهم من أجل المال، وعلى الجهات المعنية تنفيذ أقصى العقوبات بحقهم. ويضيف مستور بن فراج القحطاني أن العمالة الأثيوبية بالذات أصبحت تثير المخاوف في عسير، حيث استغلت طبيعة المنطقة الوعرة وجبالها للإقامة وإعداد المسكر وتهريب الأسلحة والمخدرات والسطو والسرقة والنهب. ويخالفهم الرأي حمود مطلق العسيري الذي يرى أن الأهالي في المناطق الزراعية والقرى النائية يستفيدون من هذه العمالة في العمل بالمزارع والرعي وأعمال البناء «ولا ننكر فساد بعض هذه العمالة وممارساتها الإجرامية ولكنها محدودة، وهناك تضافر بين المواطنين والهيئة والشرطة والجوازات والشؤون الاجتماعية في الإبلاغ عنها والقبض عليها، لافتا الى أنه رغم ترحيل هذه العمالة إلا أنها سرعان ما تعود من جديد. وإلى ذلك يؤكد قائد دوريات جوازات منطقة عسير العقيد مريح سعيد بن عارم أنه وبتوجيهات من مدير جوازات عسير اللواء رزق مسلم الحسيني، هناك متابعة لأعمال الجوازات في ما يتعلق بالرقابة الميدانية للمخالفين والقبض عليهم وترحيلهم، ما من شأنه الحفاظ على أمن هذا الجزء الغالي من الوطن، فيما تتم مداهمة أوكار المجهولين من العمالة الأثيوبية ومناطق تواجدهم، سواء ضمن الحملات التفتيشية التي تقوم بها دوريات الجوازات أو مع الجهات ذات العلاقة في الشرطة والهيئة والإمارة، لافتا الى أنه في حال تلقي بلاغات من المواطنين عن هؤلاء المجهولين، يتم إرسال دوريات للقبض عليهم حسب ما يقتضيه الوضع، فأحيانا يتم وضعهم تحت متابعة ومراقبة رجال البحث والتحري بالجوازات ووضع كمين لهم ومداهمتهم إن كانت أعدادهم قليلة، أما إذا كانت أعدادهم كبيرة فيتم الرفع إلى الإمارة والشرطة لطلب المساندة، لأنهم قد يكونون مسلحين ويقاومون رجال الأمن بإطلاق النار عليهم أحيانا، إضافة لمتابعة العمالة في الأسواق والمحلات العامة والصناعيات، والتأكد من عدم مخالفتهم لنظام الإقامة والعمل، فضلا عن الجولات الميدانية طوال العام، خاصة بعد مواسم الحج والعمرة، لافتا الى انه لا يتم ترحيل أي مجهول من أي جنسية إلا بعد التأكد من عدم وجود أية قضية ضده لدى أية جهة في المملكة، مضيفا: إننا دائما ما نطالب الأمانة والبلديات في المدن والمحافظات بتسوير مرمى النفايات ووضع حراسات عليه وتنظيم الدخول إليه لضمان القضاء على الأعداد الكبيرة من المجهولين والمخالفين التي ترتاده، لافتا الى ان منطقة عسير متسعة وكبيرة ووعرة التضاريس، ما يساعد المتسللين على عبور الحدود إلى عسير والعمل في المزارع ومرمى النفايات والقرى البعيدة عن مراكز الشرط والجوازات، وأحيانا يصلون إلى وسط المدن الكبيرة ويجدون من يؤويهم من أبناء جلدتهم ومن المواطنين مقابل المال، ولذا نحن دائما ما نؤكد أن المواطن هو عين رجال الأمن في الإبلاغ عن المجهولين، وليس تشغيلهم والتستر عليهم.