في جبال عسير وأوديتها وبلداتها النائية وجد المتسللون والمجهولون الأفارقة والعرب ضالتهم يستخدمهم البعض في الزراعة والحراسة ومن لم يجد متسعا في الحقول سلم نفسه لأقرب إشارة ضوئية متسولا الناس. كثير من عمال البناء والرعاة تركوا المراعي والبنايات تحت الإنشاء فاختاروا أقرب سبيل للثراء الحرام السرقة أو بيع الممنوعات بعيدا عن العيون. هؤلاء يستغلون المنطقة للاختباء في التضاريس الوعرة أو التسلل إلى الحدود وسجلت المنطقة في أوقات سابقة جرائم قتل وإطلاق نار في أوساط الغرباء فضلا عن تحويل بعض المستنقعات وسط الأحراش والجبال إلى بحيرات للخمر. محمد مفرح الأحمري وياسر عبدالله الشهري يريان أن مشكلة المجهولين موجودة في جميع دول العالم ولكن الأمر في بلادنا تحول إلى ظاهرة مقلقة برغم الأداء الرائع للجهات الأمنية المعنية في المكافحة والملاحقة والضبط خصوصا رجال سلاح الحدود والمجاهدين والجوازات والشرطة ولكن للأسف فإن بعض ضعاف النفوس يشجعون فئات المتسللين بتوفير المأوى والتنقل والعمل الأمر الذي يستوجب مساءلة هؤلاء وعقابهم. ويرى ياسر الشهري وجود شيء من التقصير من عدة جهات كما يتحمل بعض المواطنين مسؤولية التواطؤ مع المجهولين. مستور بن فراج القحطاني قال إن العمالة الافريقية تثير الرعب والإجرام في عسير حيث استغلت الطبيعة الوعرة وجبالها للإقامة وصنع أنواع المسكرات والخمور وتهريب الأسلحة والمخدرات والسطو والسرقة والنهب. ويوميا يسمع الأهالي عن القبض على أعداد كبيرة منهم في الأودية وقمم الجبال. ظاهرة ولكن حمود مطلق العسيري يقول إن بعض سكان المناطق النائية والقرى والزراعية في عسير يستفيدون من العمالة المجهولة في المزارع وأعمال البناء والحرث ورعي الأغنام ويرى العسيري أن هناك مبالغة في تصوير مخاطر العمال الوافدين فهي محدودة ومع ذلك المطلوب القضاء على كل الظواهر السالبة والتعاون مع أجهزة الدولة كالهيئة والشرطة والجوازات وحتى في وزارة الشؤون الاجتماعية فيما يتعلق بالمتسولين. ويضيف أن الظاهرة معروفة على مستوى العالم كافة وليس في بلادنا وحدها وهي ظاهرة غير صحية الواقع يفرض علينا المواجهة والضرب على أيدي العابثين. قائد دوريات جوازات منطقة عسير العقيد مريح سعيد بن عارم جدد عزم الأجهزة الأمنية على ملاحقة وتطويق كل الظواهر المهددة للأمن وإبعاد المجهولين والمتسللين إلى بلدانهم مع وضع التدابير المانعة لعودتهم مجددا. وأشار إلى أن الأجهزة المختصة تعد خططا واضحة لدهم أوكار المجهولين الأفارقة. بواسطة حملات فجر التي تنظم بصورة متتابعة مع الوضع في الاعتبار أن بعض المتخلفين والمجهولين يحوزون أسلحة. لا احتكاكات مع الغرباء في الأثناء حث عدد من أعيان القبائل في عسير المواطنين وسكان كل البلدات بالتعاون مع رجال الأمن والابلاغ عن مخابئ المجهولين. ودعا عبدالله بن علي بن جاري من قبائل تميم بني عمرو أفراد قبيلته بأن يكونوا عونا للجهات الأمنية في القبض على المتسللين وعدم الاحتكاك معهم بشكل مباشر أو محاولة التصدي لهم بالأذى لأن ذلك قد يعرضهم للخطر مؤكدا بأن إبلاغ الجهات الأمنية عن أماكن تواجدهم هو الواجب المناط بالمواطنين.و أكد ابن جاري بأن أي شخص يقوم بالتستر على المجهولين سيعرض نفسه للمساءلة من قبل أجهزة الدولة. ومن جهته طلب حنش بن منصور العلياني من أبناء قبيلة عليان التعاون مع الدولة والمؤسسات الأمنية للوقوف ضد المجهولين والتبليغ عنهم فور مشاهدتهم وعدم التعرض لهم أو إيوائهم أو نقلهم أو التستر عليهم. وحذر الشيخ حنش أفراد قبيلته من مغبة التعاون أو التستر مع المجهولين أو إيوائهم أو توفير فرص عمل لهم . فهد بن دعبش من قبيلة آل وليد في بني شهر حذر من التستر على المجهولين أو التراخي في الإبلاغ عنهم لأي سبب كما نبه كافة المواطنين بعدم الاعتداء عليهم والمبادرة فقط بتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية. كما أيد عدد من نواب القرى ما ذهب إليه شيوخ القبائل في مسألة سرعة الإبلاغ عن مجهولي الهوية فور مشاهدتهم مؤكدين بأن ذلك بلاشك سيحد من انتشارهم بعد أن تقوم الجهات الأمنية بالتصدي لتسللهم غير المشروع. وطالب محمد بن سليمان نائب قرى أعاسرة بني عمرو الجهات المختصة باجتثاث كل الظواهر السالبة مضيفا بأن محاولة التعدي على المجهولين مخالف تماما للتعليمات الأمنية. العودة بعد الإبعاد عوض عبود مسفر من ظهران الجنوب شاهد عيان على تسلل المجهولين عبر الأدوية وقال إنه يرصد يوميا عشرات الأفارقة العابرين وتصادف أن تحدث إلى بعضهم، فقالوا: إن الأجهزة الأمنية تقبض عليهم وتعيدهم إلى حيث أتوا لكنهم يعودون مجددا. واتفق كل المتحدثين على ضرورة عدم التعدي على المتسللين مع إبلاغ السلطات المختصة. وذكر المواطن محمد صالح أن منطقة ظهران الجنوب قريبة من المنطقة الحدودية ما يسهل تسلل المجهولين حيث تتم إعادتهم وإبعادهم عبر منفذ علب الحدودي والذي يبعد عن محافظة ظهران الجنوب نحو 18كيلومترا حيث يعود أغلبهم خلال ساعات. وأضاف أن الأجهزة الأمنية قبضت الأسبوع الماضي على 250 أفريقيا في القرى البعيدة ذات الطبيعة الجبلية الوعرة. كما تمكنت مجموعة من المواطنين من القبض على عدد 11 من المجهولين من ذات الجنسية وتم تسليمهم لشرطة المحافظة.