تشهد إيجارات المحال التجارية في المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة، ارتفاعا ملحوظا، حيث تصل قيمة إيجار المحل الواحد إلى 300 ألف ريال سنويا، وقد لا تقل عن 75 ألف ريال. وما يثير الاستغراب أن كثيرا من تلك المحال يتركز نشاطها على بيع السبح والإكسسوارات، بل والحلاقة أيضا. وهو ما يثير تساؤلات المتسوقين، عن كيفية سداد قيمة تلك الإيجارات، من نشاطات بسيطة لا تدر كثيرا. وللإجابة على ذلك، قال سلمان اللقماني (بائع سبح) إن الحركة التجارية في المنطقة المركزية تتميز بأنها مستمرة على مدار الساعة، لذا فإن دخل المحلات التجارية دائما ما يكون مرتفعا، حتى إن كان المحل بسيطا وصغيرا. مضيفا: كما أن حركة البيع تزداد كثيرا في مواسم الزيارة والحج ورمضان وفي إجازات المدارس، لذا تجد أكثر من بائع في المحل التجاري الواحد، فقد تجد الأب مع أبنائه، والأشقاء مع بعضهم البعض يلبون متطلبات المتسوقين والزوار، وبالكاد يستطيعون. ويؤكد اللقماني أن أصحاب المحال التجارية في المنطقة المركزية لم يكن يحملون هم سداد قيمة إيجار محلاتهم، بل على العكس، فهم يحققون مكاسب جيدة جدا، لكن ومع دخول الوافدين كمنافسين في السوق، بدأت المدخولات تتأثر بعض الشيء بسبب بيع الوافدين بسعر أقل. ويشير رميزان الطرفي إلى أنه استأجر محله الصغير ب100 ألف ريال، ليبيع فيه سجاد الصلاة وبعض النظارات الشمسية، إلى جانب الثياب الرجالية والنسائية وملابس الأطفال، وأنه دائما ما يضطر إلى تغطية إيجار محله وأجرة العمال وسداد فواتير الكهرباء والهاتف من جيبه الخاص، ريثما يبدأ موسم الحج والعمرة والإجازات، حتى يمكنه من تعويض خسارته. ويضيف: قدرنا أن نمارس التجارة أنا وأولادي، والرزق من الله سبحانه وتعالى، فقد نرزق بدخل مرتفع، وقد لا يتحقق لنا ذلك، لكن المهم أن نيبع ونكسب الزبائن. ويشاركه في الرأي عواد الصاعدي (بائع للخردوات وإكسسوارات الجوال وبعض الساعات البسيطة منذ 15 عاما) قائلا: اضطررت طوال هذه السنوات لدفع أجرة محلي البالغة 150 ألف ريال سنويا، لكن في نهاية الأمر أقول.. بأن التاجر الشاطر يوازن أموره، لكي يكسب في النهاية. مضيفا: نحن أصحاب المحال في المنطقة المركزية نعتمد على الزائرين للمدينة المنورة الذين يتوافدون على مدى العام، بالإضافة لموسم الحج الذي لا ننام فيه، بل نحاول أن نستقطب المتسوقين من الحجاج بالتخفيضات للشراء من محلات المنطقة المركزية أكثر من أي محل آخر في المدينةالمنورة. فالمنطقة المركزية تعتبر اليوم من أهم المراكز التجارية في المدينة، بل هي مركز المدينة التجاري، لذا فإن باعة المنطقة المركزية لا سيما القدامى منهم، لا يهتمون كثيرا بمسألة إيجار محالهم أو بدفع فواتير الكهرباء والهاتف وأجرة العمال، وإنما في كيفية استقطاب المتسوقين، وتحقيق الأرباح لتغطية المصاريف. من جهته، أفاد بائع الخردوات عطية الحربي، بأنه مع مقدم الحجاج والمعتمرين والزوار لا سيما في شهر رمضان، دائما ما يرتفع مستوى القوة الشرائية لدى محلات المنطقة المركزية، وهو أمر يكفل، بعد توفيق الله سبحانه، بتغطية تكلفة إيجار وفواتير المحال التجارية.