"تجارة الأيام الخمسة" العبارة التي يمكن أن تطلق على أسواق مشعر منى هذه الأيام حيث ظهرت مدينة منى في عرسها التجاري السنوي أنها بمتغيرات تجارية جديدة حيث ارتفعت محلاتها التجارية بشكل لافت وركزت محلاتها على مختلف الأنشطة التي روعي فيها توفير متطلبات الحجاج وتحقيق التغطية الكاملة لمشعر منى. ورغم أن عدد المحلات لم يتوافق مع حجاج يفوق عددهم مليوني حاج، إلا أن كثيرا من حملات الحج ومؤسسات الطوافة تعمل على توفير كل ما يحتاجه الحاج بما يغنيه عن التردد على الأسواق. وأشار زياد فارسي نائب رئيس الغرفة التجارية بمكةالمكرمة إلى أن موسم الحج عادة ما يتحول إلى فرصة لبيع ونشر المنتجات الإسلامية بين جموع الحجيج وبالتالي استثمار هذه الفرصة للتعريف بمنتجات الدول الإسلامية بين المسلمين، وبالتالي إتاحة الفرصة لهذه المنتجات للانتشار، لافتا إلى أن حجم المبيعات الذي تحققه البسطات والأكشاك المنتشرة في كل شوارع المشاعر المقدسة سيكون كبيراً بالنظر إلى المنتجات الرخيصة التي يتم ترويجها في هذه المساحة المحدودة، مقدرا حجم المبيعات بنصف مليار ريال خلال أيام الحج، وتتنوع المعروضات ما بين الملابس والجلديات والأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى مستلزمات الحاج من بطاقات الاتصال والأدوية والأحذية. ويقوم باعة المحلات التجارية والباعة الجائلون بالتقاط الزبائن من خلال اختيار محلاتهم على طرق الحجاج مثل طرق الجمرات وسوق العرب وطريق الجوهرة ومجر الكبش وطلعة صدقي والشوارع المؤدية لحي العزيزية. وكشفت جولة "الرياض" أمس أن 90% من المحلات التجارية تتحكم فيها العمالة الوافدة فيما حققت العمالة الآسيوية النسبة الأكبر. وتضم أسواق منى تجارة منوعة من بضائع الملابس والجلديات والأجهزة الالكترونية والمستلزمات المنزلية والأقمشة وغيرها حيث استغل الباعة المفترشون هذه الساحة لاستثمار الرغبة النسائية الكبيرة في الشراء. وفي ملمح تجاري فريد ربما لا يتكرر في أسواق المملكة شرع مستثمرون في إخلاء محلاتهم أمام أكثر المجالات التجارية انتعاشاً وهي تجارة الخردوات حيث زحف تجار وباعة متخصصون في تجارة الخردة إلى إسالة لعاب مستثمرين بتقديم عروض مغرية لاستئجار مواقعهم خلال موسم الحج. وتظل الأحياء التي تحتضن مساكن الحجاج بكثافة قرب المنطقة المركزية الأكثر استفادة من تأجير محلاتهم في الحج فيما تبقى أحياء التيسير والقبة وجرول والقشلة والمنصور والمسفلة والمعابدة أكثر الأحياء المكية التي تعيش ظاهرة تأجير المحلات مؤقتا في مواسم الحج. وقال بدر الزعاق وهو مستثمر "يظل موسم الحج فرصة مهمة لتوفير أجور تأجير المحلات ورواتب العمالة ومخصصات الصيانة بنسبة تصل إلى 20% فيما تزيد قيمة الإيجار على 40 ألف ريال موضحا أن الأسواق القريبة من المنطقة المركزية في الحج تكون فارغة عادة من المتسوقين من أهل مكةالمكرمة وتتحول إلى بازارات تجارية للحجاج تعمل لأكثر من 20 ساعة في اليوم. وكشفت الجولة الميدانية على الأسواق القريبة من مركزية مكةالمكرمة أمس محلات خياطة وسباكة وصيانة سيارات تحولت إلى حوانيت لبيع الملابس الجاهزة والسجاد وأغطية النوم والخردوات فيما انشغل الباعة الجدد في تجهيز محلاتهم. من جهته قال صالح بدري صاحب محل "الفئة المستهدفة بالنسبة لنا هم المواطنون وبعض المقيمين من أصحاب الدخل الجيد، وفي موسم الحج عادة ما تزدحم المناطق والشوارع التي نمارس فيها تجارتنا وهو ما يعيق العملاء عن التردد علينا الأمر الذي يحيل محلاتنا إلى صمت مطبق يدفعنا إلى منح عمالنا إجازة مؤقتة فيما نقوم بتأجير المحلات لمدة 30 يومياً عادة ما تبدأ من 20 من الشهر الجاري إلى 20 من شهر محرم القادم". موسم تأجير المحلات تسبب في طمس مشاهد اجتماعية تحتفظ بها شوارع مكةالمكرمة القريبة من المركزية وهي اجتماع كبار السن والمتقاعدين بجوار محلات أصدقائهم في جلسات الضحى والمساء، حيث وجد رواد هذه الجلسات أنفسهم أمام خيار وحيد هو تأجيل الجلسات إلى ما بعد موسم الحج.