في ملمح تجاري فريد ربما لا يتكرر في أسواق المملكة شرع مستثمرون في إخلاء محلاتهم أمام أكثر المجالات التجارية انتعاشاً وهي تجارة الخردوات، حيث زحف تجار وباعة متخصصون في تجارة الخردة إلى إسالة لعاب مستثمرين بتقديم عروض مغرية لاستئجار مواقعهم خلال موسم الحج. وتظل الأحياء التي تحتضن مساكن الحجاج بكثافة قرب المنطقة المركزية الأكثر استفادة من تأجير محلاتها في الحج فيما تبقى أحياء التيسير والقبة وجرول والقشلة والمنصور والمسفلة والمعابدة أكثر الأحياء المكية التي تعيش ظاهرة تأجير المحلات مؤقتا في مواسم الحج. بادي الجريبي مستثمر متعامل يقول «يظل موسم الحج فرصة مهمة لتوفير قيمة تأجير المحلات ورواتب العمالة ومخصصات الصيانة بنسبة تصل إلى 20% فيما تزيد قيمة الإيجار على 40 ألف ريال، موضحا أن الأسواق القريبة من المنطقة المركزية في الحج تتفرغ عادة من المتسوقين من أهل مكةالمكرمة وتتحول إلى بازارات تجارية للحجاج تعمل لأكثر من 20 ساعة في اليوم. وكشفت جولة ميدانية ل»الرياض» على الأسواق القريبة من مركزية مكةالمكرمة يوم أمس عن أن محلات خياطة وسباكة وصيانة سيارات تحولت إلى حوانيت لبيع الملابس الجاهزة والسجاد وأغطية النوم والخردوات فيما انشغل الباعة الجدد في تجهيز محلاتهم. فيما قال سليمان ترزي إن الفئة المستهدفة بالنسبة لهم هي المواطنون وبعض المقيمين من أصحاب الدخل الجيد وفي موسم الحج عادة ما تزدحم المناطق والشوارع التي يمارسون فيها تجارتهم وهو ما يعيق العملاء عن التردد عليهم الأمر الذي يحيل محلاتهم إلى صمت مطبق يدفعهم إلى منح عمالتهم إجازة مؤقتة، فيما يقومون بتأجير المحلات لمدة 30 يوماً عادة ما تبدأ من 20 من الشهر الجاري إلى 20 من شهر محرم القادم. موسم تأجير المحلات تسبب في طمس مشاهد اجتماعية تحتفظ بها شوارع مكةالمكرمة القريبة من المنطقة المركزية وهي اجتماع كبار السن والمتقاعدين بجوار محلات أصدقائهم في جلسات الضحى والمساء، حيث وجد رواد هذه الجلسات أنفسهم أمام خيار وحيد هو تأجيل الجلسات إلى ما بعد موسم الحج.