على قارعة الأسواق وفي زوايا الطرق بمنطقة حائل ثمة أرامل ومسنات يتقاسمن برودة الطقس وحرارة الصيف اللاهبة لكسب لقمة العيش ببيع البخور والحناء والأعشاب الطبيعية. وفي الوقت الذي أوضحت فيه النسوة المسنات والأرامل أن أصواتهن بحت من أجل تخصيص مواقع لهن بجوار سوق برزان، إلا أن الأمانة ترى أن مزاولة المسنات والأرامل البيع على رصيف سوق برزان تعد مخالفة للوائح الأمانة. تقول فاطمة أم عبدالكريم «بدايتي بالعمل في البسطة كانت قبل 10 سنوات تقريباً والدخل المادي للبسطة يختلف حسب المواسم وهو متذبذب ويبلغ في بعض الأحيان 50 ريالا وقد يرتفع إلى 150ريالا في اليوم. وتضيف: أن الأمانة كثيرا ما تمنعها من البيع، رغم أن ما تبيعه يختلف عن السلع التي تباع في المحال التجارية بسوق برزان. وقالت «بحكم خبرة النسوة البائعات فإن لديهن القدرة على التفريق بين المقلد والأصلي إلا أن ما نعانيه يتمثل في قسوة برودة الشتاء وحرارة الشمس في الصيف على هذه الأرصفة. وتتابع أم عبدالكريم وتقول: «السلع التي نبيعها تتمثل في الملابس والمأكولات الشعبية مثل الكليجاء الحائلية والكمون والفلفل الذي أعده في البيت». وذكرت حصة أم محمد 65عاما أن المباسط النسائية توفر الكثير من احتياجات النساء وأسرهن وأن السلع التي تتعامل معها النسوة لا تجدها في أكبر المحال والمراكز التجارية سواء الأشياء القديمة أو الحديثة وخاصة الأعشاب الطبيعية التي تستخدم للعلاج -على حد قولها- . وأضافت أنها لن تترك هذه المهنة ما دامت بصحتها إذ أنها منذ ما يقارب 12عاما تعمل في بيع المستلزمات الشعبية، كما أنها تستمتع بهذه المهنة التي اختارتها بمحض إرادتها حيث ورثت هذا العمل عن والدتها وأصبح لديها الكثير من الزبائن الذين يرتادون هذه البسطة. من جانبها قالت نورة أم سالم «لا شك أن وضعنا الحالي مؤسف جدا في ظل وجودنا على الأرصفة لساعات طويلة فالحاجة دفعتنا إلى المكوث للبحث عن لقمة العيش أمام المحال التجارية وعلى الرصيف، ما يسبب لنا الكثير من المشاكل وخاصة مع أصحاب المحال التجارية أو مسؤولي الأمانة. وأضافت أن الأمانة خصصت لهن مكانا ولكنه بعيد جدا ليس به مشترون، كما أنه يصعب الوصول إليه. وأوضحت أم سالم أن لها زبائن معروفين وأنها لولا حاجتها للمال لاكتفت بالجلوس في منزلها مع أولادها ولكن الوضع لا يسمح بذلك فهي تساعد أبناءها في المعيشة نظرا لكبر سن زوجها وعدم استطاعته العمل. وقالت سلمى محمد 70 سنة: «أنا مريضة بالجلطة وبرودة الجو تزيد من معاناتي وبالنسبة للأمانة فإنها لم تعمل أي شيء، وكنا نتمنى أن تخصص لنا الأمانة موقعا بجوار سوق برزان حتى نتمكن من مزاولة عملية البيع لكسب لقمة العيش. وفي موازاة ذلك أوضح مصدر بأمانة حائل أن افتراش السيدات بشكل عام في الطرقات والأسواق يعد مخالفة، مرجعا ذلك لوجود أنظمة تمنع أي شخص من الافتراش دون الحصول على ترخيص. وبين ذات المصدر أن الأمانة خصصت سوقا خاصا للنسوة البائعات إلا أن بعضهن رفض الانتقال إلى الموقع الجديد مفضلا افتراش الأرصفة .