يصدر مجمع الكسارات الغبار والأتربة إلى حي الرأفة منذ خمس سنوات، ما أدى إلى نشر الأمراض الصدرية والربو بين السكان، وبينما طالب عدد منهم بإنهاء معاناتهم بإزالتها بعيدا عن التجمعات السكانية، فضل كثير من السكان الانتقال من الحي إلى مناطق تتمتع بالإصحاح البيئي الكافي، بعد أن تجاهلت الجهات المختصة مطالبهم المتكررة. وذكر عبدالعزيز الغامدي أن أضرار الكسارات لم تقتصر على الغبار والتلوث الذي تنشره في الرأفة، بل أصبحت الشاحنات تمخر شوارع الحي، وتربك حركة السير، فضلا عن تعمد سائقيها إلقاء مخلفات البناء والصخور في مختلف أرجاء الحي. وقال الغامدي «نشرت الكسارات الأمراض بين أبنائي وأصبحت مضطرا لنقلهم إلى المستشفيات باستمرار، خصوصا أن تلك الآليات تعمل ليل نهار ولا تتوقف عن العمل»، مطالبا بإبعاد الضرر عنهم وإيقاف عمل هذه الكسارات. إلى ذلك، شكا وليد عبدالله بنجابي من الأضرار التي تنشر الأمراض بين سكان حي الرأفة، مؤكدا أنه بات يفكر جادا في ترك منزله والابتعاد عن الكسارة والانتقال للسكن بالإيجار في حي آخر. وقال بنجابي «ضرر الكسارة لم يقتصر على السكان فقط، بل تعداه إلى مرتادي الطريق الرئيسي للحى حيث تتوقف الحركة على الطريق السريع، وكثيرا ما تتسبب في حوادث مرورية نتيجة انعدام الرؤية بسبب كثافة الغبار الصادر عن الكسارات». من جهته، أكد خالد يماني أن الانبعاثات الصادرة من الكسارة سببت لسكان حي الرأفة الكثير من الأضرار الصحية والبيئية، فقد أصابت الكثير بأمراض الحساسية والربو، مطالبا بالتدخل العاجل من مسؤولي امانة العاصمة المقدسة وجميع الجهات ذات العلاقة، لإيقاف العمل بهذه الكسارة. بينما حذر سلطان الحميدي من الأخطار التي يلحقها مصنع الكسارات الموجودة داخل الحي، وانتشار الشاحنات التي تنقل الحجارة والأتربة حوله، مبينا أنها تربك حركة السير، وتنشر الأتربة وعوادم المركبات بين السكان، مطالبا الجهات المسؤولة بإيجاد حلول عاجلة من قبل الجهات المعنية لنقل تلك الكسارات خارج منطقة النطاق العمراني. بدوره، أوضح أحمد الزهراني أن حي الرأفة أصبح مرمى لمخلفات البناء و الهدم والإزالة حول الحرم المكى الشريف ومخلفات العمران من الأحياء المجاورة، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل لإنهاء الأخطار المحدقة بهم، وتوفير مطالب ساكنيه بإنشاء المرافق والملاعب الرياضية بدلا من أكوام الهدم والنفايات التى تضايق سكان الحى وتهدد الصحة العامة. وطالب مرور العاصمة المقدسة بزيارة الحي للوقوف على جسامة خطر شاحنات الوزن الثقيل في حي الرأفة، مبينا أن مرورها المتكرر في شوارع وطرقات الحي تسبب في تضرر الطبقات الأسفلتية بشكل كبير، ما أدى لظهور التشققات والتصدعات فيها. وأعرب ناصر السلمي عن ألمه من تشوه الشوارع الداخلية للحي وتحول منظرها إلى كئيب، لافتا إلى أنه لا توجد زاوية في الحي إلا وفيها أكوام من النفايات ومخلفات البناء والإزالات المتناثرة. وبين ممدوح محمد الخزاعي أن حي الرأفة يعاني من انتشار الشاحنات المهجورة والمتعطلة، فضلا عن اقتطاع سائقيها أجزاء من الحي وتخصيصه لإصلاح المركبات، ملمحا إلى أن شاحنات الوزن الثقيل المحملة بأطنان من الحجارة ومخلفات البناء لوثت المكان. بينما أفاد مصدر رفيع في بلدية الشوقية الفرعية المكلفة أنهم يتابعون باستمرار الوضع في حي الرأفة، محذرا من رمي النفايات بأنواعها داخل الأحياء السكنية، مشيرا إلى أن ذلك التصرف مخالفة صريحة تستوجب الغرامة، موضحا أنهم خصصوا مرادم للنفايات خارج النطاق العمراني.