يلجأ سكان حى الرأفة (غربي العاصمة المقدسة) إلى استخدام الكمامات أثناء خروجهم من منازلهم، بعد أن تسبب مرور الشاحنات المتكرر في الحي في انتشار الغبار والأتربة في الأجواء، ما أدى إلى إصابة العديد من الأطفال وكبار السن بأمراض الربو والحساسية الصدرية. ولا يقتصر تضرر السكان من الشاحنات على هذا الجانب فقط، بل تجاوزه إلى مساهمة قائديها في تلوث البيئة من خلال تعمدهم إلقاء مخلفات البناء والصخور في مختلف أرجاء الحي، فضلا عن عدم مراعاة الكثير منهم لأنظمة وقوانين المرور ما تسبب في زيادة معدل الحوادث المرورية في طرقات وشوارع الحي. يقول أمين الثقفي -من سكان حي الرأفة- منذ أن سكنت هذا الحى وأنا وأسرتي في خوف شديد من خطورة الشاحنات المسرعة التي لا تراعي جوانب السلامة المرورية في ظل غياب تام لدوريات المرور. وأضاف «يزداد هذا الشعور بالخوف وخلال أوقات الذروة الصباحية والمسائية، ورغم تطبيق إدارة مرور العاصمة المقدسة لنظام وقوف الشاحنات في أوقات الذروة، إلا أن هذا النظام لا يتم تطبيقه في طرقات وشوارع الحي الرئيسية. وأشار تركي عبدالسلام إلى أن مرور الشاحنات المتكرر من شوارع وطرقات الحي تسبب في تضرر الطبقات الأسفلتية بشكل كبير وأدى لظهور التشققات والتصدعات في العديد منها، الأمر الذي كبد السكان خسائر مالية فادحة نظير الصيانة الدورية لسياراتهم التي تتضرر من جراء السير على هذه الطرقات التي أصبحت بحاجة ماسة للصيانة وتنفيذ مشروع عاجل للسفلتة. واستغرب مازن منير الحارثي من بقاء طرقات وشوارع الحي المتضررة دون صيانة حتى الآن، رغم تلف العديد منها بفعل الشاحنات، مشيرا إلى انتشار أنقاض المباني ومخلفات البناء في كافة أرجاء الحي لتعمد سائقي الشاحنات إلقائها داخله، مطالبا أمانة العاصمة المقدسة بمعاقبة قائدي الشاحنات الذين يتعمدون إلقاء هذه المخلفات داخل الحي لتسببهم في تلوث البيئة بشكل كبير. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي في أمانه العاصمة سهيل مليبارى، أن مكةالمكرمة مقبلة على عدد من المشاريع التطويرية والخدمية التي تحتاج إلى مزيد من أعمال الهدم والإزاله لصالح تلك المشاريع، مشيرا إلى أن الأمانة حددت عددا من المرامي والمواقع لنقل الصخور ومخلفات الهدم والإزالة إليها، وشددت على الشركات المنفذة لمشاريع الهدم أو الإزالة بحمل تلك الأنقاض والمخلفات إلى المرامي التي حددتها الأمانة لهم ومن بينها مرمى بالقرب من حى الرأفة. وأضاف طالبت الأمانة الشركات المنفذة للمشاريع بمراعاة اشتراطات السلامة المرورية المعروفة للجميع، كما أنها اشترطت على سائقي الشاحنات بوضع شراع حول صندوق الشاحنة أو القلاب للحد من انتشار الغبار إذا وجدت. وقال يوجد تنسق دائم ما بين الأمانة والجهات الأمنية والمرورية لمخالفة السائقين الذين لا يتقيدون بوضع الشراع على صندوق الشاحنة أو أولئك الذين يتعمدون رمي المخلفات داخل الأحياء، علما أن هناك مراقبين مختصين لمراقبة ومتابعة سائقي الشاحنات.