لا زال سكان خمسة أحياء وسط محافظة الرس يعانون من الغبار المتطاير من مئات المعدات والشاحنات ناقلة التراب والرمال، ورغم مطالباتهم المتكررة للجهة المختصة بنقل هذه الشاحنات بعيداً عن هذه الأحياء، إلا أن الحال ظلت على ما هي عليه عدة سنين.. غبار متطاير بشكل مزعج، والمنازل ملاصقة لأكوام التراب وغبار المعدات التي تجوب الشوارع ذهاباً وإياباً، ما زاد عدد المصابين بأمراض الحساسية والربو والصدرية ومد العيون. وفيما أكد رئيس المجلس البلدي في المحافظة الدكتور عبدالله الرثيع، مناقشة المشكلة وإخضاعها لدراسة مستفيضة عدة مرات، ومخاطبة البلدية لعلاجها قريباً لإنهاء معاناة المواطنين، طالب الأهالي بإنهاء المشكلة سريعاً ونقل الرمال عن منازلهم. غبار متراكم وقال المواطن محمد الخليفة «نحن نعيش في قلب المشكلة في هذا الحي، نعاني الأمرين، غبار دائم على مدار اليوم والساعة، ونضطر لتنظيف وغسل بيوتنا يومياً بسبب الغبار المتراكم على الأحواش والسطوح والسيارات، تمتد الأتربة إلى داخل البيوت، ما يجعلنا في حالة استنفار دائم، ونطالب رئيس البلدية بالتدخل السريع لحل هذه المشكلة التي استمرت سنين عديدة وهي كافية لاتخاذ قرار لنقل بائعي الأتربة، ومواد البناء عن الحي إلى مكان آخر». أضرار صحية من جانبه حذر عادل الروضان، من أضرار صحية وخيمة تنتج من غبار دائم يغطي الأحياء السكنية، وقال «هناك مصابون بالربو، الأمراض الصدرية والحساسية، وغير ذلك من الأمراض الأخرى التي يعاني منها كبار السن، وسببها الأساسي وجود المعدات التي تنقل التراب من وإلى ذات المكان كل يوم». وطالب الجهات المختصة بإيجاد حل سريع لمشكلة الغبار المتطاير، وذلك بنقل معدات نقل التراب إلى أراض قريبة من المحافظة. أما صالح العضيب فقال «حاولنا مع الجهة المعنية حل هذه المشكلة إلا أنها استمرت، حيث لا تزال العمالة الوافدة تعمل في هذا المجال، ما يؤدي لتطاير الغبار الكثيف وإصابتنا بالأمراض»، مضيفاً أن زيوت الشاحنات التي تنقل الأتربة أصبحت متناثرة بشكل مقزز، دون أدنى اهتمام من البلدية بمنع هذه الشاحنات من صب زيوتها في الشوارع العامة. وأكد الدكتور عبدالعزيز عبدالعزيز (طبيب عام في مستشفى خاص في الرس) أن هناك أضرارا صحية كبيرة على السكان المجاورين لمواقع العمل في الرمال، لافتاً إلى أن الخطر الصحي الناتج من هذه الرمال يتفاقم عند المصابين بأمراض الحساسية بمختلف أنوعها، خصوصاً الصدرية والربو، إضافة لأمراض كبار السن، كما وتؤثر الأتربة المتطايرة على من يعانون من رمد العيون خصوصاً الأطفال. وأضاف يعاني من هذه الأتربة أيضاً الذين أجروا عمليات جراحية، وهم في مرحلة الشفاء، لأن احتياجهم للأكسجين يكون أعلى من غيرهم، وتقل نسبة الأكسجين في الغبار المتطاير من عمليات الحفر والتحميل، ويشابه في تأثيره السلبي الدخان الناتج من عوادم السيارات.