من بين الأشجار الكثيفة والنفايات المتناثرة في محافظة ضمد، تطل بقايا مشروع الرعاية الأولية الشمالي الذي توقف على مرحلة القواعد منذ 9 سنوات، هذا المشروع الذي أصبح حديث المجالس بين أبناء المحافظة وبات يضرب به المثل في المشاريع المتعثرة. ومن المعروف لدى الجميع أن المشروع كلف الدولة ملايين الريالات، ولكن لعبة المقاولين الذين استغلوا عدم وجود الرقابة من إدارة الشؤون الصحية في منطقة جازان، تسببت في تعثره كل هذه المدة، فيما تقول صحة جازان إنها سحبت المشروع من المقاول لترسيته على آخر، ولكنها لم تقل كيف ومتى وما هي التكلفة ؟. «عكاظ» قصدت المكان ووثقت بالصور النفايات المتناثرة وبقايا المشروع والحديد الذي تهاوى على الأرض من طول الانتظار، وتحدثت مع الأهالي الذين يجاورون المكان، حيث استغربوا لبقاء حفرة المشروع التي يتجاوز عمقها المترين مفتوحة، مشيرين إلى أن أطفالهم أصبحوا مهددين بالغرق أو السقوط فيها ويعيشون دائما في خطر لأنها أصبحت مجمعا لمياه الأمطار، كما أن الأشجار الكثيفة والقاذورات غطت بعض القواعد والحديد الأمر الذي تسبب في توالد الثعابين السامة والحشرات الضارة. وقال أحمد حسن خني ومحمد معافا وإسماعيل يحيى إنهم ما زالو يسألون إلى متى سيبقى المشروع على هذا الوضع ؟ وهل 9 سنوات لا تكفي لبناء مشروع رعاية ؟ وأين المراقبين عن هذا المشروع ؟، وأين ذهبت ملايين المشروع ؟، وأين دور وزارة الصحة والشؤون الصحية ؟ ووصفوا المشروع المتعثر بأنه لعبة في أيدي المقاولين والمراقبين، مشيرين إلى أنه كان على مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان التدخل وبشكل سريع وفوري لأننا بأمس الحاجة لهذا المشروع، مطالبين الجهات المعنية بمحاسبة كل المقصرين والبحث عن المتسببين ومحاسبتهم وكذلك مساءلتهم عن الأموال التي صرفت. أما إسماعيل النجعي فقال: «تعبنا من الانتظار وتعبنا من المناشدات، لقد أصبح موقع المشروع مرمى للنفايات تضررت منه المنازل المجاورة». وأضاف أن حديد المشروع تآكل وتهاوى على الأرض، مشيرا إلى أن حفرة المشروع المفتوحة من كل الجوانب تهدد بكارثة لأبنائنا وبنات المجمع المدرسي المجاور للمشروع أثناء ذهبهم وعودتهم إلى منازلهم وخصوصا في موسم الأمطار . من جانبه، قال أحمد محمد سيد، أحد المجاورين للمشروع: «لقد سعدنا كثيرا عندما شاهدنا المعدات وهي تنفذ المشروع الصحي، وسعدنا أكثر عندما بدأت مرحلة عملية صب القواعد، ولكن سعادتنا تلاشت بعد عملية الصب وبعد سحب المقاول معداته ليتوقف المشروع بشكل كامل منذ 9 سنوات، ولا ندري هل وزارة الصحة والشؤون الصحية في جازان على علم بذلك، فإن كانتا على علم بذلك فهذه مصيبة كبيرة وإن كانتا لا تعلمان فالمصيبة أعظم». «عكاظ» التقت أحد المقاولين الذي فضل عدم ذكر اسمه فقال: «عندما رسا مشروع الرعاية الأولية الشمالي في ضمد على إحدى المؤسسات للبدء في تنفيذه، عمدت المؤسسة إلى عرض ال مشروع على مقاولين آخرين بقيمة أقل عن تكلفة المشروع الأساسية وكان ضمن العروض العرض على مؤسستي بمبلغ 1.6 مليون ريال ولكني لم أوافق على هذا العرض لأن المشروع يحتاج إلى مبلغ أكثر من ذلك». من جانبه، قال حسين الحازمي: «لماذا يترك للمؤسسات التي تتعاقد معها الإدارات الحكومية أن تسلم المشاريع لمؤسسات أخرى»، مشيرا إلى أن هذا يدل على الإهمال من هذه الإدارات ومراقبيها. وأضاف: «لم يعد خبر تنفيذ المشروع يفرحنا بعد كل هذا التأخير والسكوت من قبل الوزارة والشؤون الصحية في جازان». أين المبالغ اكتفى مصدر في الشؤون الصحية بالرد على تساؤلات المواطنين حول تعثر المشروع كل هذه الفترة بأنها قامت بسحب المشروع من المقاول السابق تمهيدا لترسيته على آخر، فيما قال خالد رشيد: «إذا كان رد الشؤون الصحية أنها سحبت المشروع من المقاول ورسته على آخر، فأين المبالغ التي صرفت على المشروع حتى مرحلة القواعد ؟».