أول ما يلفت النظر في معظم أحياء وشوارع محافظة طريف انتشار الكتابة على الجدران في كل زاوية وجدار، ولم تسلم حتى أبواب دورات المياه في الحدائق والاستراحات ومحطات الوقود والمساجد والمدارس من عبث شباب يعتقد بعضهم أن ذلك يروح عن أنفسهم، فيما يصفهم البعض بالمرضى النفسيين لما تحويه أحرفهم من ألفاظ خارجة عن الأدب، وعبارات خادشة للحياء، ورسومات بذيئة. وقبل ثلاث سنوات قام المجلس البلدي السابق لمحافظة طريف بعمل برنامج إرشادي للحد من ظاهرة الكتابة على الجدران اشتملت على توزيع المطويات والمنشورات والعديد من البرامج التي تم تنفيذها بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بطريف، حيث كان مخططا أن تستمر هذه البرامج بشكل سنوي لمكافحة هذه الظاهرة التي تنتشر في المحافظة، فيما يرى الأهالي ضرورة تضافر جهود عدد من الجهات الحكومية كالبلدية والتعليم وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمن والدعوة والإرشاد للقضاء على هذه الظاهرة. وتحدث ل«عكاظ» عدد من المواطنين، حيث أوضح بندر الرويلي أن ظاهرة الكتابة على جدران المرافق العامة كالمدارس والمصالح الحكومية يشوه المنظر العام، ويرى أن مشاكل نفسية وراء من يقومون بهذه الأعمال، لافتا إلى ضرورة توعية الطلاب في المدارس والشباب في أماكن الترفيه وحملات توعية لتعريف الشباب بخطورة هذا السلوك. ويرى محمد الحازمي أن الكتابة على لوحات أسماء الشوارع تعد اعتداء على المال، لافتا إلى ضرورة بث الوعي في المنزل والمدرسة وحث الصغار على الحفاظ على الممتلكات العامة، حيث تم وضع الأسماء والإشارات للاستفادة منها والاستدلال والاسترشاد على العناوين، مناشدا المواطنين بالإبلاغ عن هؤلاء المعتدين وملاحقتهم قضائيا. وينحي عبدالعزيز العودة باللائمة على الفراغ الذي يعيشه الشباب، لافتا إلى افتقادهم لأماكن الترفيه، مشيرا إلى ضرورة إشغال أوقاتهم باستحداث أندية صيفية في الأحياء لقضاء أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، ومن ثم المحافظة على المنشآت والأملاك العامة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز حضارية داخل الأحياء، مضيفا أن للدور التوعوي جانب هام، فالمسجد يجب أن يقوم بدور كبير وهام في القضاء على هذه الظاهرة، عن طريق إلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث الشباب على اتباع السلوكيات الحميدة. أما مشعل جابي فيؤكد أن الكتابة على جدران دورات المياه في الحدائق أو الاستراحات أو محطات الوقود أو المساجد والمدارس تتضمن ألفاظا خارجة عن الآداب، ولأن كل إناء بما فيه ينضح، فهذه الممارسات تعبر عما بداخل فاعليها، واصفا من يقوم بهذا الفعل بالمريض النفسي الذي يتعين علاجه، مؤكدا أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مدينة طريف فحسب، فالعديد من مدن المملكة تشهدها، مشددا على ضرورة مكافحتها والقضاء عليها، مقترحا بعض الحلول كالتركيز على فئة الطلاب في التوعية معللا ذلك بأن معظم ممارسيها هم في سن المراهقة أي طلاب مدارس، لذا يجب توعيتهم في الطابور الصباحي على سبيل المثال عن الأضرار الناجمة عن الكتابة على الجدران، بالإضافة إلى إصدار مطويات توعوية وإرشادية للقضاء على هذه الظاهرة. لوحات الشوارع ويرى عدد من المواطنين أن الكتابة على لوحات أسماء الشوارع تعد اعتداء على المال العام، مؤكدين ضرورة العمل على توعية الشباب في المنزل والمدرسة وحث الجميع على الحفاظ على الممتلكات العامة، فالإشارات والأسماء وضعت للاستفادة منها والاستدلال على العناوين.