انتشرت مؤخراً ظاهرة الكتابة على الجدران بين بعض الشباب، بل أصبحت تمثل منحدراً سلوكياً سيئاً في بعض المواقف، ولعل هذا لم يأت من فراغ، ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك، وقد يكون العامل النفسي والانفعالي للطالب؛ هو الذي دفعه إلى مثل هذا التعبير المغلوط وغير اللائق اجتماعياً ولا أدبياً؛ متخذاً في ذلك حججاً واهية وأفكاراً وهمية، على أنّ ذلك العمل ما هو إلاّ محاكاة مع النفس وتعبير عن الذات والآراء والخواطر الدفينة؛ التي يرى أنه من خلال ذلك العمل ينفس عن نفسه ويفرغ شحنته المكبوتة، وقد يكون العامل وراء ذلك أيضاً لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة أو تخليد ذكرى أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها. وقد نظم مركز حي الشرائع بمكة المكرمة حملة تحت شعار "كفاية شباب كتابة على الجدران"، وقد شارك أكثر من 70 شخصاً من مختلف الفئات العمرية كبار السن وطلاب المدارس والجامعات، وبدأت الحملة من شارع عمر قاضي 64، وتم طمس الكتابات التي على المساجد والمدارس والمجمعات التجارية وبعض المساكن. وشارك في القضاء على هذه الظاهرة عمدة حي الشرائع الغربية "مسعد المطرفي"، وعضو مجلس حي الشرائع "حجب ردن العصيمي" والمشرف على الحملة الكابتن "علي الصبياني" رئيس اللجنة الرياضية بالمركز، وكان لأكاديمية حراء مشاركة بأكثر من 20 طالباً، وفريق الرواد الرياضي بالحي وعدد كبير من الاهالي وأولياء أمور الطلاب الذين كان لهم الأثر الكبير في إزالة الكتابات والعبارات العشوائيه؛ التي انتشرت مؤخراً بكثرة في الأحياء من بعض هواة هذه الظاهرة السلبية التي لها آثار سيئة ومتعدده على الفرد والمجتمع. وأوضح "أ. حجب العصيمي" عضو مجلس حي الشرائع، أنه من الضروري قيام الجهات المسؤولة وخاصة التربوية بدراسة هذه الظاهرة، والتعرف إلى حجمها وتحديد الأحياء أو المدارس التي تنتشر الكتابة فيها، ووضع خطة عمل لمتابعة تلك الظاهرة تظافر فيها جهود الجميع إضافة إلى قيام المشرفين التربويين أثناء جولاتهم على المدارس بتوعية المجتمع المدرسي، داعياً إلى حث العاملين بالمدرسة على توعية الطلاب وتبصيرهم بالأسلوب التربوي المناسب والتعاون للحد من هذه الظاهرة وتبصير الطلاب بأبعادها وما ينجم عنها من أضرار نفسية وتربوية واقتصادية. وطالب بالتنسيق داخل المدارس بين اللجان وخاصة لجان رعاية السلوك وجماعة الإرشاد والتوجيه وجماعات النشاط الطلابي المختلفة في المدرسة بدراسة هذه الظاهرة وتوعية الطلاب، واستغلال وسائل الاتصال المدرسية كالإذاعة والنشرات والمطويات واللوحات الإرشادية في توعية الطلاب وتعزيز السلوك الحسن لدى الطلاب. وناشد الجهات التربوية بإكساب الطلاب بعض المهارات من خلال مشاركتهم في جماعات النشاط الطلابي، مثل تحسين الخطوط والرسم والأشغال اليدوية والمهنية وتحسين الفصول تأصيل النواحي الجمالية لدى الطلاب، والتأكيد عليهم أنّ نظافة الجدران في المدرسة وغيرها من المنشآت؛ تعبر عن فهمهم ووعيهم بأهمية النظافة والجمال وجعلها جزءاً من حياتهم اليومية، وغرس مفهوم التربية الوطنية والولاء للوطن والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة.