يفتقد شباب طريف الملاعب الرياضية والأماكن الترفيهية ما أدى إلى تفشي ظاهرة اللعب في الطرقات وساحات المساجد والشوارع معرضين حياتهم لخطر الدهس، فيما يطالب أولياء الأمور بالاهتمام بفئة الشباب التي تشكل النسبة الأكبر في المجتمع، وتسخير كافة الإمكانات لغرس القيم والأخلاق عن طريق تفريغ طاقاتهم السلبية ومساعدتهم في القضاء على أوقات فراغهم بممارسة الأنشطة المختلفة. «عكاظ» التقت بعدد من أولياء أمور الشباب، حيث تحدث فهد عبدالله قائلا: تركز البلدية على ترسية مشاريع الحدائق والمتنزهات والملاعب، دون أن تتابع المقاولين وتحثهم على إكمال المشاريع، ما يضطر بعض أسر طريف إلى اللجوء إلى المحافظات المجاورة بحثا عن الترفيه والتنزه. وينسحب هذا على شباب المنطقة، حيث لا توجد ملاعب في طريف ما أدى بهم إلى استخدام الطرقات أو ساحات المساجد كملاعب، رغم أن البلدية تتكبد خسائر مادية كبيرة لإنشاء الحدائق، لا تلبث بعد شهور بسيطة أن تستبدلها بمجسم، ثم لا تجد فائدة من ذلك فتعيد الوضع إلى ما كان عليه. وهكذا دواليك. ويرى مسعود عطا الله أن التنمية شملت عموم مدن المملكة ولله الحمد، إلا أن محافظة طريف ما زالت تعاني من نقص بعض الخدمات الهامة والأساسية، في الوقت الذي استبشر الأهالي بإنشاء حديقة، إلا أنهم فوجئوا باستخدام أسوأ المواد وأقدم التصاميم وكأنها بنيت في معزل عن مدن المملكة، ثم ما تلبث أن يهجرها الأهالي بسبب عدم الاعتناء بنظافتها وإهمالها. ويضيف عطا الله أن انعدام ملاعب الشباب مسألة تحتاج إلى وقفة جادة من مسؤولي المحافظة حيث يعتبرهم البعض أنهم لا يؤمنون بإمكانات الشباب، واحتياجهم الشديد لملاعب يزاولون فيها رياضاتهم ككرة القدم، فيما أبدى عطا الله استياءه من ممارسة الشباب لكرة القدم في ملاعب من الحجر والخشب، لافتا إلى أن ذلك لا يعكس التطور الكبير الذي تشهده جميع مناحي الحياة في المملكة. وأوضح منور الرويلي أن افتقاد الملاعب الرياضية والأماكن الترفيهية للشباب تسبب في تفشي ظواهر سلبية كثيرة لديهم، حيث يتجمع عدد منهم على الطريق الدولي ويضايقون المارة بالتفحيط، كما أن تواجدهم المكثف في الأسواق والمتنزهات العائلية يسبب إزعاجا للعائلات والأطفال، واقترح منور أن تقوم الجهات المعنية بالشباب ممثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وبالتعاون مع البلديات بإنشاء مراكز رياضية داخل الاحياء، على أن تتوفر فيها جوانب السلامة العامة حتى لا يتعرض الشباب للخطر أثناء ممارساتهم الرياضة. واقترح حمود الصغير أن تنشئ البلدية ملاعب رياضية مجانية داخل كل حي أسوة بالمدن المجاورة للمحافظة لافتا إلى أن الملاعب الاستثمارية لا تخدم اصحاب الدخل المحدود، مؤكدا أن ظاهرة انتشار اللعب في الشوارع تعرض الشباب لخطر الدهس. شاركه الرأي مرضي سالم مناشدا الجهات ذات العلاقة بإنشاء أندية رياضية وترفيهية للشباب كالصالات المغطاة لتشمل جميع الالعاب الرياضية لممارسة هواياتهم حتى لا يسلكوا طرق سيئة ولتفريغ طاقاتهم في هذه النوادي. ويرى مشعل الرويلي ضرورة الاسراع بإنشاء اندية الحي لأنها مشروع من المشاريع الضخمة التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع برنامج تطوير، حيث سيكون لها دور إيجابي في حل بعض مشاكل الشباب، ومن أهم أهدافها استثمار أوقات فراغ النشء والشباب بممارسة أنشطة تعليمية وترويحية تلبي الاحتياجات النفسية وتنمي شخصياتهم في الجوانب الاجتماعية والعقلية. كما انها تعمل على ايجاد بيئة جاذبة وآمنة داخل الأحياء لجذب الطلبة وأولياء الأمور وسكان الحي. ويرى أحمد الحازمي أن المسؤولية لا تقع على البلدية فحسب، بل تشاركها الرئاسة العامة لرعاية الشباب المعنية بفئة الشباب التي تعمل حاليا على إنشاء ساحات رياضية في بعض مدن المملكة، وتمنى أن تكون محافظة طريف ضمن الخطط المستقبلية لذلك. وطالب محمد عجاج القطاع الخاص في المحافظة من مؤسسات وشركات بالمساهمة الفعالة بالتنسيق مع نادي الصمود الرياضي (النادي الرسمي بالمحافظة) وبلدية طريف لتنشيط الحركة الرياضية، وتوفير بيئة مناسبة وصحية لاحتواء الشباب وإقامة الدورات الرياضية لخلق روح التنافس بين الشباب. ويرى محمد سالم العنزي انه يجب الاستفادة من العدد الكبير من المدارس الحكومية داخل الاحياء واقترح أن يتم فتحها مساء وفق ضوابط معينة تحددها وزارة التربية والتعليم للاستفاده من مرافقها وتجهيزاتها الرياضية والثقافية، ما يساهم في احتواء عدد لابأس به من الشباب. من جهته، أوضح ل«عكاظ» رئيس المجلس البلدي في محافظة طريف ماجد بن حمود الرويلي ان المجلس أقر في جلسته الثانية بتاريخ 24/1/1433ه تحديد 3 مواقع لإنشاء ملاعب رياضية استثمارية داخل الأحياء، حيث عرضتها البلدية في مناقصة عامة وتمت ترسيتها واستلامها من قبل المستثمرين، إلا أنها لم تر النور بعد، لافتا إلى أن المجلس سيناقش في جلسته المقبلة أسباب التأخير، ومدى امكانية قيام بلدية طريف بإنشاء ملاعب عامة تحت إشرافها داخل الاحياء. وفي السياق نفسه، أشار رئيس نادي الصمود الرياضي في طريف محمد بن سالم الشريف إلى أن للاندية دورا كبيرا لشغل اوقات فراغ الشباب مشيرا إلى أن النادي لا يتمتع بجاهزية كاملة لذلك، فما زالت لديه مشاريع قيد الإنشاء كالمسبح والصالة الرياضية وصالة الحديد والبلياردو والتنس. مشيرا في الوقت ذاته إلى ضعف إمكانات النادي المادية التي تحول دون استيعاب عدد كبير من الشباب، وأكد الشريف أن إدراج منشأة رياضية متكاملة للنادي ضمن ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب هذا العام سيساهم بفاعلية في استيعاب أعداد كبيرة من شباب المحافظة في مختلف الألعاب. فتح المدارس ليلاً يرى أولياء أمور الشباب أن تتم الاستفادة من العدد الكبير من المدارس الحكومية داخل الأحياء ويقترحون أن يتم فتحها مساء وفق ضوابط معينة تحددها وزارة التربية والتعليم للاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها الرياضية والثقافية، ما يساهم في احتواء عدد لابأس به من الشباب.