طالبت دراسة استقصائية تناولت ظاهرة الكتابة على الجدران بضرورة أن تقوم الجهات المعنية بإنشاء "جدار" في كل حي للكتابة، وذلك بغية الحد من ظاهرة الكتابة العشوائية التي تطول أماكن عدة، وبأشكال وطرق عبثية. جاء ذلك في الدراسة التي أعدها الباحث التربوي وعمدة حي العوالي بالمدينةالمنورة موفق بادي، والتي تهدف إلى التوصل للأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل لافت، وطرق العلاج التي تكفل القضاء عليها، أو حتى الحد منها. استعان الباحث باستبيانات وزعت على 200 فرد من سكان الأحياء التي تكثر فيها الظاهرة في المدينة بشكل لافت لمعرفة الأسباب والدوافع، وطرق العلاج، والحلول التي تساعد على تلاشي الظاهرة. نتائج الدراسة توصلت إلى أن الفئات العمرية التي تنشط في ممارسة هذه الظاهرة تبلغ ما بين ال 13 إلى ال 18 من العمر، وذلك وفقا لتأييد 80%، ممن شاركوا في الاستبيان، كما تكشف نتائج الدراسة أن 59% ممن تم استطلاع آرائهم أوضحوا أن المباني الحكومية خاصة المدارس منها هي الأكثر عرضة لتلك الظاهرة، ويؤكد 54% من عينة الدراسة أن الظاهرة تزداد ظهورا خلال الإجازات الأسبوعية والفصلية، وهو ما أرجعه الباحث إلى الفراغ الذي يعانيه الطلاب خلال فترة تلك الإجازات. ويواصل الباحث في استعراض نتائج الدراسة بالقول إن 63% من المشاركين في هذه الدراسة طالبوا بتخصيص جدار في كل حي لممارسة الكتابة عليه بدلا من الطريقة العشوائية التي تمارس حاليا، فيما عارض 37% من المشاركين الفكرة ، ويشير 59% من المشاركين في الدراسة إلى أن الفراغ هو الباعث على انتشار هذه الظاهرة، فيما يشير 44% إلى أن الظاهرة تأتي بقصد العبث لا أكثر. ويشير 80% من المشاركين في الدراسة إلى أهمية فرض عقوبات مالية كجزاء لمن يمارس تلك الظاهرة، فيما يرى 36% أنه يفضل الاكتفاء بمحو الكتابة من الجدار. واختتم الباحث دراسته بجملة من التوصيات التي جاءت على ضوء النتائج ، كان منها أهمية إقرار عقوبات مالية تدفع من قبل من يمارس تلك الظاهرة، على أن يخصص جزء منها لمن يقوم بالإبلاغ عن تلك الممارسات، إضافة إلى ضرورة تكثيف التوجيه، وبث الوعي بين صفوف الطلاب، خاصة طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، بالحفاظ على جماليات المكان، والمساهمة في تشكيل فرق تطوعية في كل حي لإزالة الكتابات في نطاق الأحياء التي يسكنون بها. ويطرح الباحث في توصياته فكرة بناء جدار في كل حي يمارس فيه المراهقون الكتابة، إضافة إلى ضرورة أن تكثف دوريات الأمن ومراقبو البلديات لمتابعة هذه الظاهرة ، كما أوصى الباحث بضرورة تضافر جهود أئمة المساجد ووسائل الإعلام، وعمد الأحياء للحد من هذه الظاهرة قدر الإمكان.